وصلني خبر عن قرار وزارة الشؤون حل مجلس إدارة جمعية الفحيحيل التعاونية، وتعيين مجلس إدارة بديل من الوزارة بسبب ملاحظات وأسباب اضطرت الوزارة لاتخاذ هذا القرار، وفي هذه الكلمات أنا لست بصدد استهجان أو استحسان للقرار، ولن أدخل في حيثياته القانونية أو الإدارية، فهذا ليس عملي، ولا هو ما أصبو إليه من خلال هذه الكلمات. إنما، وكما قال الله تعالى «سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ»، وكمساهم في الجمعية المذكورة، ومنذ سنوات طويلة، أرى أن عليّ أن أنصف وأشهد بما واجهته، خلال تعاملي مع هذه الجمعية المميزة بسلعها المتوافرة دوما، وبأسعار منافسة، وبأرباح مجزية لمساهميها، وبخدمات اجتماعية لا تضاهى، منها على سبيل المثال لا الحصر، رحلة العمرة السنوية التي يتم تنظيمها بسلاسة ويسر وسهولة للمساهمين. لقد عانت جمعية الفحيحيل كمثيلاتها- إلا من رحم الله- من إدارات فاشلة في بدايتها في سنين سابقة إلى أن استلمت «القائمة الإسلامية»، وهي تضم شبانا سلفيين يمثلون كل أطياف وقبائل المنطقة، منذ ما يربو على خمس عشرة سنة، إدارة الجمعية، لتقوم هذه القائمة الأمينة بتقديم أروع الإنجازات للجمعية من تطوير وتوفير للسلع المطلوبة للمستهلك والمساهم، وتحقيق أفضل أرباح سنوية توزع على المساهمين، وتقديم خدمات اجتماعية ممتازة رغم وجود أسواق كبيرة في المنطقة. ورغم المنافسة الشديدة فإن الأمانة والسعي الدؤوب لدى مجلس الإدارة غلب كل هذه المعوقات حتى أضحت جمعية الفحيحيل التعاونية مثالا يحتذى في إدارة المنشآت التعاونية. حتى إن إنجازاتها حفزت مناطق أخرى على تأسيس قوائم إسلامية لإدارة الجمعيات في تلك المناطق، وباتت جمعية الفحيحيل هي القدوة الصالحة والمثال الطيب للعمل التعاوني، والمهنية الواضحة في إدارة الجمعيات؛ مما جعل سمعتها الطييبة تصل إلى كل أنحاء الكويت. ثم تم بناء السوق المركزي الجديد، وهو بناء ضخم وكبير، ويعتبر مفخرة للكويت قبل أن يكون للجمعية والمنطقة، وتكبدت الجمعية جراء إنشائه الأموال الكثيرة، وأثر في ميزانيتها المالية مما خلف أخطاء في نظام المحاسبة (كما سمعت). ونظراً لقلة الخبرة في التعامل مع هذه الظروف المالية الصعبة التي حدثت فقد حدث ما هو ليس بالحسبان، وتأثرت الجمعية ماليا، وحدثت بعض المشاكل في الحسابات إلى أن وصل الأمر إلى الوزارة فاتخذت قرار الحل. والآن وقد حدث ما حدث إلا أن ثقتي بالله أولا، ثم بهؤلاء الطيبين، من أعضاء مجلس الإدارة المنحل لن تتزعزع أبدا، وأنا متأكد أن ما حصل، هو حمل كبير لم تستطع الجمعية حمله، وإن حدثت أخطاء بالتعامل مع هذه الأزمة، فبالتأكيد لن تكون متعمدة أو مقصودة. وإن قدر الله وحدثت انتخابات جديدة فإنني أتمنى أن تعود هذه القائمة من جديد لتتسلم إدارة الجمعية لتحوز ثقة أهل المنطقة من جديد، وهم لها إن شاء الله، ولا نظن بهم إلا الظن الحسن.
Ad