استغل أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله ذكرى مقتل الإمام الحسين أمس ليطلق سلسلة من المواقف بخصوص الوضعين المحلي والإقليمي. وأبدى نصرالله في كلمته التي بثت على شاشات عملاقة وشاهدها آلاف المشاركين في احياء مراسم عاشواء «الحرص الشديد على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي والعيش الواحد بين مكونات الشعب اللبناني»، معتبراً أنّ «ما يُلقى علينا من اتهامات خصوصا في مجال الاغتيال، اتهامات كاذبة».

Ad

ورفض «الفتنة»، مؤكدا ابتعاده عنها «وصبرنا على كل شتيمة وكل اعتداء»، مشيراً إلى أن «عدونا الوحيد هي إسرائيل وليس لدينا أعداء في لبنان بل توجد خصومات». وأكّد أنّ أي فريق في لبنان هو «خصم» وليس «عدوّا».

وفي حين كرّر إيمانه بالحوار السياسي، رأى أنّ التواصل «هو الطريق لمعالجة الأزمات السياسيّة والاجتماعية والوطنية في لبنان»، مشيراً إلى أنه لم يرفض في يوم من الأيام الذهاب إلى حوار، إلاّ أنه أشار إلى أنّ «هناك من يقول إنّه لا يريد أن يحضر أو يتواجد في قاعة يوجد فيها مندوب لحزب الله، ولكن عندما وقفنا وقلنا ما قلناه في يوم الشهيد، قالوا إن حزب الله لا يريد الحوار ويعطله».

وأردف: «إنني اليوم أقول نحن مستعدون للاستجابة إلى دعوة الحوار في 29 الشهر الجاري»، مؤكدا «أننا لا نقبل أي شروط في الحوار، ولا نقبل أن يتكبر علينا أحد».  وتابع: «نحن مع الحوار والتلاقي والتواصل والحل السياسي، ولكن من يتكبر علينا سنتكبر عليه»، مضيفاً: «نحن لن نستجدي طلب الحوار من أحد ومن يحب أن يأتي إلى الحوار أهلاً وسهلاً ومن لا يحب الله معه».  

وتوجه نصرالله إلى كلّ «طواغيت هذه الأرض» بالقول: «كلّ من يراهن على عزمنا، فإننا أبناء ذلك الإمام». واعتبر أنّ «يزيد (بن معاوية) في هذا العصر هو المشروع الأميركي الصهيوني، ونحن في مواجهة هذا «اليزيد» وستبقى هذه المواجهة هي الأولوية المطلقة»، محذّراً من «خطورة تحويل الأعداء إلى أصدقاء على امتداد العالميْن العربي والإسلامي، ومن خطورة تحويل الأصدقاء إلى أعداء»، مشدداً على أنّ «إسرائيل لا تساعد أصدقاءها في العالمين العربي والإسلامي، إن كل خطتكم ومساعيكم ستفشل».

وتابع: «إسرائيل لا تستطيع أن تعينكم بسبب طبيعتها، ويوماً بعد يوم يتأكد أنّ الجمهورية الإسلاميّة في إيران صديقة العرب والمسلمين وداعمة للشعوب المستضعفة المحتلة أرضها»، مشيراً إلى أنّ «هذا ما تبين مؤخرًا في غزّة وقبلاً في لبنان»، لافتاً أيضاً إلى أنّ «هذه الجمهوريّة لا تعمل حسابًا لا لتهديد (الرئيس الأميركي باراك) أوباما ولا لـ(الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش قبل أوباما، ولا لكل هذا الغرب». وأضاف: «وعندما تدعم حركات المقاومة، إنما تقوم بواجبها العقائدي ولا تطلب شيئا من أحد ولا تفرض شروطاً على أحد».

ورأى نصرالله أنّ «الذي حمى غزة هو إرادة وشعب وصواريخ المقاومة»، مشيراً إلى أنّ «المقاومة في لبنان لا تحتاج إلى أي تعاطف»، مردفاً: «ليعرف الصديق أن هذا العدو ملدوع وليعرف هذا العدو ما الذي ينتظره إذا حاول الاعتداء على لبنان، وكيف سيتحمل آلاف الصواريخ التي ستنزل على تل أبيب وغير تل أبيب إذا اعتدى على لبنان».

وتناول نصر الله الوضع في سورية، فرأى أنّ «المظلوم اليوم في سورية هي كل البلاد وكل شعبها وكل جيشها لأنها مستهدفة على أكثر من صعيد»، مشيراً إلى أن «هناك حقوقا مشروعة في الإصلاح وهناك من يقبل هذا الحق». ورأى أنّ «نصرة المظلوم في سورية هي وقف تدميرها».