الأحوال السياسية كما هي لا جديد فيها، والصراع الإعلامي بين مجلسي 2009 و2012 لم يتغير... الكل يتهم والكل يبرئ؛ الكل يدين والكل يرفض، والخلافات الطائفية ترتفع تارة وتنخفض أخرى، والصراع المذهبي يشتعل ويبرد ولا جديد يقال ولا قديم يعاد، والمواطن البسيط في حيرة من أمره لا يدري من المصيب ومن المخطئ؟!
هناك مثل كويتي- على ما أعتقد- يعبر عن بقاء الحال على ما هي عليه، واستمرار الأوضاع كما هي دون تغيير، وهو عنوان المقال، وهو ما ذكره صديق كويتي عند مقابلتي له منذ يومين بعد عودتي من إجازتي السنوية وسألته عن الأخبار والأحوال هنا وما الذي حدث أو تغير؟ فكان رده المثل المشار إليه.فالأحوال السياسية كما هي لا جديد فيها، والصراع الإعلامي بين مجلسي 2009 و2012 لم يتغير... الكل يتهم والكل يبرئ؛ الكل يدين والكل يرفض، والخلافات الطائفية ترتفع تارة وتنخفض أخرى، والصراع المذهبي يشتعل ويبرد ولا جديد يقال ولا قديم يعاد، والمواطن البسيط في حيرة من أمره لا يدري من المصيب ومن المخطئ ولا يعلم إلى أين ستسير الأمور وما نهاية كل هذه الخلافات والاختلافات؟!وإذا كانت هذه هي الحال في الكويت، ففي مصر لا يختلف الوضع كثيراً- وإن اختلف قليلاً- فالصراع الإعلامي في الفضائيات وعلى صفحات الجرائد لا يتوقف بين التيارات السياسية المختلفة سواء مع أو ضد، كما أن النزاع بين الشخصيات السياسية والحزبية والإعلامية هو السمة المميزة لكل حديث أو لقاء يجمع بين اثنين منهما.العد التنازلي للمئة يوم للرئيس مرسي هو الحديث المفضل عند البعض، ولا يمكن إلغاء شبهة المصالح الشخصية والتطلعات الذاتية في كل هذه الخلافات، وللأسف أثبت الـ13 مرشحاً للرئاسة (في الجولة الأولى) أن سعيهم إلى المنصب كان سعياً ذاتياً لمصالحهم الشخصية فقط و"برستيج" الرئاسة والرغبة في الظهور ليس إلا.أما مصلحة الوطن وما يريده المواطن فآخر ما يفكر فيه هؤلاء، وهو أيضاً آخر ما تهتم به الأحزاب السياسية القائمة القديم منها (الوفد- التجمع) أو الجديدة (المصريون الأحرار- شباب الثورة- الحركة الوطنية... إلخ) باستثناء حزب الحرية والعدالة! ليس لأنه يبحث عن مصلحة الوطن وحق المواطن أو لأنه يتسامى فوق المصالح الذاتية والحزبية، ولكن فقط لأنه وجد نفسه في موقع المسؤولية وأحد قياداته رئيس للجمهورية وأصبح مطالباً بفعل شيء يشعر به المواطن.وحقيقة فقد بدأ فعلاً بتحقيق بعض الإنجازات بمساندة شعبية كبيرة سواء من المنتمين إليه أصلاً أو المتعاطفين معه أو من المواطنين البعيدين عن الأحزاب وغير المنتمين إليها والتي تؤمن بالفعل لا بالقول وبدور مصر وأهميتها وضرورة العودة سريعاً لممارسة دورها في الشرق الأوسط.هناك الكثير مما سنتناوله تفصيلياً في مقالات قادمة حول ما يحدث في مصر وأزماتها المتكررة المفتعلة منها والحقيقية، ولكن هذا مقال بسيط سريع يعبر عن الانطباع الأول بعد إجازة امتدت زمنياً شهراً وشملت مكانياً محافظات عدة في مصر.
مقالات
على طمام المرحوم
21-09-2012