بلاد الأربعين النووية

نشر في 25-08-2012
آخر تحديث 25-08-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي هناك أسئلة تبدو إجاباتها واضحة لأول وهلة، لكن حينما نفكر فيها قليلاً نشعر بالغموض، أولها: هل بشار الأسد هو من يقود الحملة القاتلة ضد شعبه فعلاً؟ وهل هو من يملك القرار فيما يحدث؟ أم أنه أصبح مجرد واجهة لا أكثر؟!

الواضح أن الأسد أصبح مجرد واجهة لقرارات إيرانية بقتل الشعب السوري، ولم يعد يملك من أمره شيئاً، بل أصبح خاضعاً لابتزاز وسيطرة إيرانية، فتبدو الحملة باسمه إلا أنها في الحقيقة حملة عسكرية تقودها إيران مع حليفها حزب اللات ضد الأبرياء من أهلنا في سورية، والأسد هو واجهة لقرار لا يملكه.

أنا هنا لا أقلل من مسؤوليته تجاه ما يحدث من قتل وإرهاب للشعب في سورية، بل رسميا هو المسؤول الأول، ولا نقاش حول ذلك، لكن يبدو أنه محاط بدائرة يخشاها قبل أن تخشاه، فليس بيده التنحي، وليس بيده الاستمرار في الحكم، فالقرار هناك أصبح إيرانياً.

وإيران صاحبة نفس طويل في هكذا أمور، فالمعركة في سورية والقاتل والمقتول سوريان، والرئيس سلم قراره لها، وهي تتبع قول الشاعر "المال ينفد والخسارة بالأعمار"! والأعمار المقصودة هي أعمار وحياة السوريين للأسف.

إيران تدعم النظام الفاشي علناً في سورية بالمال والسلاح والرجال، إضافة إلى الدعم المتواصل من حزب اللات من جهة لبنان، والأكيد أن إيران تعتبر استمرار الحكم العلوي في دمشق مسألة حياة أو موت بالنسبة إليها، وهي تصرح بذلك رسمياً ولا تخشى أي ردة فعل لا من المجتمع الدولي ولا من العرب.

إنها استثمرت المليارات من الأموال في سبيل إرساء وتثبيت وضعها في سورية لنشر المذهب الشيعي فيها بين المواطنين السنة، بل أخذت تركز على المناطق الفقيرة مثل دير الزور والبوكمال، حتى إنها وصلت إلى درعا، ولن تتنازل عن نفوذها الهائل في سورية الذي تم بموافقة وسماح وتسهيل من النظام.

وقد كانت ردة فعل أهل درعا مشرفة في رفعة دينهم، إذ أحرقوا حسينية في اليوم التالي لافتتاحها، وهذا يدل أن ليس بالإمكان تحقيق أي شيء بالمال، فالغرور الإيراني توقع أن المال بإمكانه نشر التشيع في مناطق السنة، لكن ما قاله أهل درعا هو "هيهات أيها الفرس، فهذه درعا التي ولد فيها الإمام النووي صاحب الأربعين النووية، ولن تستسلم لكم أيها الفرس، وبإذنه تعالى سنرد كيدكم إلى نحوركم".

اللهم عليك بطاغية الشام ومن والاه اللهم إن أهلنا في سورية مظلومون فارفق بهم، وعجل بفرجك عليهم، واجعل تدمير الظالم في تدبيره.

back to top