مجدداً وبالترافق مع الترويج لاحتمال إغلاق مضيق هرمز، هدد أحد كبار المسؤولين الإيرانيين وعلى غرار تهديدات سابقة للرئيس محمود أحمدي نجاد بأن إيران ستلقي إسرائيل في البحر، وأنها ستلغيها من الوجود إن هي لجأت إلى أي عمل عسكري ضد الجمهورية الإيرانية، وان أي هجوم على طهران سيعني نهاية الدولة الإسرائيلية، ولقد قال نائب رئيس الأركان الإيراني مصطفى أزادي في هذا الصدد أيضاً: النظام الصهيوني لا يستطيع أن يفعل أقل القليل ضدنا، لكن إذا كان هذا النظام لايزال يفكر في أي هجوم عسكري على بلادنا، فإنه سيتسبب في نهايته وانهياره.
ومثل هذا الكلام كان قاله عدد من المسؤولين الفلسطينيين من خارج إطار منظمة التحرير، فكل مرة تتأزم فيها الأوضاع في منطقة القطاع ويبدأ الإسرائيليون يحشدون جيوشهم حول غزة نسمع تهديدات: بـ"أننا سنزلزل الأرض من تحت أقدام إسرائيل"، وهذا الكلام كان قيل بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين، رحمه الله، وكان قيل بعد اغتيال كل قائد من قادة المقاومة الفلسطينية الذين اغتالهم الإسرائليون، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، أو في عدد من الدول العربية، أو في بلاد الله الواسعة.آخر التهديدات بإفناء إسرائيل وزلزلة الأرض من تحت أقدامها كان بعد اغتيال القائد في حركة "حماس" كمال غناجة، الذي اغتيل في دمشق قبل أيام، والذي تحدثت بعض المعلومات عن أنه خضع لتحقيقات طويلة وعنيفة قبل اغتياله، وأن "العدو الصهيوني" لا علاقة له باغتياله، مع أن هذا العدو قد غاص في الجرائم حتى رقبته، وان أيدي قادته ملطخة بدماء قادة أبناء الشعب الفلسطيني، وكانت هناك تهديدات مدوية، وأن الرد سيكون عنيفاً ومدوياً بعد اغتيال محمود المبحوح في دبي، في تلك العملية التي حشد لها "الموساد الإسرائيلي" أعداداً كبيرة من عدد من الدول الغربية.وهنا فإن المعروف أن الشيخ حسن نصر الله زعيم "حزب الله" اللبناني كان قد أطلق بعد اغتيال عماد مغنية في دمشق في أحد معسكرات المخابرات السورية تهديدات قال فيها إن رده سيكون صاعقاً، وإنه سيزلزل الأرض من تحت أقدام إسرائيل، لكن بالطبع لم يحدث أي شيء، وبدلاً من ذلك لجأ إلى ذلك الاحتلال المخزي لمنطقة بيروت الغربية، ولجأ إلى إرهاب المواطنين اللبنانيين من طوائف معينة يرفض بعض زعمائها بقاء هذا الحزب بأسلحته وميليشياته دولة داخل الدولة اللبنانية.والسؤال هنا هو: لماذا يا ترى لا تبادر إيران إلى إلقاء إسرائيل في البحر وإزالتها من الوجود إذا كانت قادرة على ذلك بالفعل؟، ولماذا تنتظر إلى أن يوجه "نظام العدو الصهيوني" ضربة إلى طهران كي تلقنه درساً لن ينساه؟... ثم لماذا الانتظار إلى أن يعتدي الإسرائيليون على غزة كي تتم زلزلة الأرض من تحت أقدامهم... لقد سمعنا في ستينيات القرن الماضي أحمد سعيد عبر أثير صوت العرب يقول ويردد: "تجوّع يا سمك"، واكتشفنا أن صواريخ القاهرة والظافر التي كان يهدد الدولة الإسرائيلية بها أشكال كرتونية، وأن سمك البحر الأبيض المتوسط لم يتجوع، وأن الإسرائيليين لم يلقوا لا في هذا البحر ولا في غيره... والمثل يقول: إن من يكبر حَجَره لا يضرب!.
أخر كلام
لماذا لا تزلزلون الأرض تحت أقدامهم؟!
07-07-2012