الاستفتاء يكشف تراجع شعبية الإسلاميين
الظواهري ينفي دعوة تقسيم مصر إلى محافظات إيمان وشرك
كشفت نتيجة المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور المصري تراجع شعبية التيار الإسلامي في الشارع، رغم تقدم نسبة التصويت بـ»نعم»، وتزامن ذلك مع تصريحات نُسبت إلى قيادات في السلفية الجهادية أمس بالدعوة إلى تقسيم مصر حسب موقفها من الشريعة، بين محافظات مؤمنة وأخرى مُشركة، قبل أن ينفي ذلك محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مؤكداً في تصريحات لـ»الجريدة» أنهم رغم رفضهم الدستور واعتباره كفراً ومنازعة لله في حكمه، إلا أنهم يعتبرون أنفسهم مدرجين تحته. وقال محمد الكردي رئيس الدعوة السلفية في الجيزة، إحدى المحافظات الكبرى التي تشارك في المرحلة الثانية من الاستفتاء غداً السبت: إن «نتيجة المرحلة الأولى غير مُرضية للتيار الإسلامي، إلا أنها طبيعية بعد الحرب الضروس التي تعرض لها الإسلاميون من جانب العلمانيين والليبراليين، ومحاولة إشغالهم بالممارسات العنيفة، من خلال حرق مقار لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وإحداث شغب سياسي».وأضاف الكردي، في تصريحات لـ»الجريدة»، أن المرحلة الأولى من الاستفتاء تضمنت محافظات ترتكز فيها أعداد كبيرة من التيار المدني، مثل القاهرة والإسكندرية، ما أدى إلى تقارب نسب النتائج الأولية، إلا أنه أوضح أن المرحلة الثانية ستشهد ارتفاعاً كبيراً لنسبة التصويت بـ»نعم»، لوجود محافظات تتميز بالكثافة الإسلامية، على حسب وصفه.وبينما وصف رئيس حزب «الأصالة» السلفي عادل عبدالمقصود من قال «لا» بأنه «شاهد ماشفش الدستور»، وخدعته وسائل الإعلام التابعة لفول النظام السابق، والتيارت العلمانية، موضحاً في تصريحات لـ»الجريدة» أن الدستور سيتم تمريره ولو بفارق 1%، ووصف المفكر الشيعي طارق الهاشمي ما حدث في الاستفتاء بـ»عملية تزوير ممنهجة لا يمكن السكوت عنها»، إلا أنه أوضح أن النتيجة رغم عدم الاقتناع بها، إلا أنها تشير إلى تراجع شعبية الإسلاميين، بسبب وعي الناخبين، وعدم إذعانهم لخطاب الجنة والنار، الذي حاول أنصار التيار الإسلامي تمريره الفترة السابقة للتصويت بنعم على الدستور.من جانبه، قال الكاتب الصحافي والمفكر السياسي صلاح عيسى إن النتيجة الأولية للمرحلة الأولى تعبر عن نجاح القوى المدنية في توصيل رسالتهم إلى الناخب المصري، متوقعاً تغير النتيجة في المرحلة الثانية للاستفتاء، وبخاصة أن التنافس بين الفريقين سوف يشتد، وسوف تحاول القوى المدنية إدراك ما فات في المرحلة الأولى.