حكومات... «تكسر الخاطر»!

نشر في 01-12-2012
آخر تحديث 01-12-2012 | 00:01
 علي عبدالعزيز أشكناني نختلف مع كثير من الأشخاص ونختلف في الكثير من المواقف، قد يبقى الاحترام سيد الموقف، وقد تجد البغضاء طريقها إلينا، وفي أحيان أخرى لا نملك إلا الشفقة كي نعبر عن طبيعة ما نعتقد تجاه يحدث.

إني أشعر بالشفقة لحكومات متعاقبة "تكسر الخاطر"، تقدم للشعب قشور الفواكه وتطلب منه أن يشبع! فمنذ أعوام حال التنمية كان واقفاً لا يتحرك، بل وفي أحيان أخرى كثيرة كان يتراجع إلى الخلف متحدياً بسرعة رجوعه إلى الوراء العداء الجامايكي الشهير "بولت"، إلا أن "بولت" يركض مسرعاً إلى الأمام وينظر خلفه مستهزئاً، ونحن نركض مسرعين إلى الخلف وننظر إلى الأمام متحسرين.

حكومات امتلكت أغلبية حكومية مطلقة في الكثير من المجالس ولم تستطع بناء مستشفى أو استاد رياضي، ولا تمتلك الآن إلا ناطقاً رسمياً ووزيراً "مبلتع، ويعرف يصف حجي" لا يستطيع حتى أن يشتري كاميرات جديدة للنقل الرياضي، ولا يستطيع أن يطور من النقل المباشر الموجود على موقع وزارة الإعلام على الإنترنت... لكنه يستطيع أن "يتكلم" عن بث عالي التقنية "HD"، وعن خطط جعلتنا نتخيل القمر ورؤوسنا مازالت في قبر التخلف المظلم.

حكومات "تكسر الخاطر"؛ لأنها لا تريد أن تغير نظرتها إلى الشعب، فتعتبره شريكاً في هذا الوطن، وأن الشفافية والصدق واحترام الناس هي مفتاح باب التطور، فمازالت حلولها ترقيعية ما بين "تموين" مجاني، وزيادة 100 دينار لبدل الإيجار، يعلم كل من درس مبادئ الاقتصاد أنها لن تحل المشكلة، بل ستزيدها سوءاً، هذه الحكومة التي "تكسر الخاطر" تحاول مستميتة أن ترفع نسبة التصويت وسؤالي لها... أين كنتم عندما جاهد شباب "تجمع صوت الكويت" في الانتخابات الماضية لرفع النسبة من خلال عمل تلك الفيديوات الرائعة، وتوزيعهم البروشورات ووجودهم في الجمعيات التعاونية من أجل هذا الغرض، مضحين بوقتهم وجهدهم ومالهم، ووزارة الإعلام في سبات؟!

إننا لا نفرح بأخطاء الحكومة، فأخطاؤها تهدم مستقبلنا، وتجعلنا نرجف خوفاً مما قد يصيب الكويت، اقتصادياً وسياسياً ورياضياً وفنياً واجتماعياً... ألم تكن هي التي حمت الانتخابات الفرعية؟ وهي التي غذّت طفل "الإخوان" حتى أصبح شاباً "مربرباً" يكسر ما يجلس عليه؟! يا لها من مصيبة إن كنت أنت تريد لخصمك ألا يخطئ، والمصيبة الأكبر عندما يخطئ لمجرد العناد!

لعدم رغبتي في استمرار هذا النهج "اللي يكسر الخاطر" ورغبة مني في تقويم هذا الاعوجاج، سأقف مع فكرة "المقاطعة" وليس مع من يدعو إليها، قد لا يكون هناك يقين أن المقاطعة هي الحل... لكنها تظل أفضل الفرص.

back to top