قتل الأبرياء
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
وقد ظل كارلوس ديلونا ينكر التهمة، ومع أنه ذكر اسم هيرناندس عندما رآه يدخل المحطة إلا أن كل أقواله تلك لم يأخذ بها أحد، بل إن محاميه المكلف بمبلغ زهيد من الدولة أعلن أن ادعاءات ديلونا بوجود مجرم حقيقي يدعى هيرناندس مشكوك فيها، وهي في خيال موكله فقط. أما هيرناندس فقد تم سجنه لاحقاً في جريمة قتل امرأة أخرى بذات الطريقة وبذات السكين التي قتل بها واندا لوبيز، وظل يكرر أثناء سجنه أنه هو الذي قتل لوبيز وأن ديلونا بريء إلى أن مات في سجنه بمرض في الكبد، وهكذا تم إعدام كارلوس ديلونا البريء بحقنة مميتة في 1989 لجريمة لم يرتكبها.يؤكد البروفيسور ليبرمان في تقريره الموثق أن هناك خللاً فاضحاً في النظام العدلي بدءاً من اعتماد شهادات غير مكتملة ومتناقضة، وعدم توافر جدية لدى الدفاع المكلف من الدولة، وإساءة التصرف من جهاز الادعاء، وبالتالي "فما زلنا" كما يقول ليبرمان "نرسل الأبرياء للموت حتى في أيامنا هذه".فإن كان ذلك يحدث في بلد كالولايات المتحدة بكل ما تدعيه من حصافة ودقة وسيادة قانون وعدم تدخل سياسي في شؤون العدل، فهل لنا أن نتخيل كيف تدار الأمور عندنا في بلادنا؟ ومع ذلك مازال البعض منا يتحمس للتوسع في الإعدام وتسليم رقاب الناس لأنظمة تقتل الأبرياء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.