الكنائس المصرية تعلن انسحابها من «التأسيسية»

نشر في 17-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 17-11-2012 | 00:01
No Image Caption
الأزهر يبحث الانسحاب... و«الإخوان» والسلفيون يعتبرونه مزايدة
في تطور جديد يعمق من أزمة كتابة الدستور، أعلنت الكنائس المصرية أمس انسحابها رسمياً من الجمعية التأسيسية لرفضها هيمنة تيار الإسلام السياسي عليها ورفضها محاولة فرض رؤية سلفية أحادية على الجميع، وبدا كأن شرعية الجمعية في مهب الريح مع اعتزام ممثلي القوى الليبرالية الانسحاب من الجمعية غداً إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم.

وأكدت الكنائس أن عدداً من مواد مسودة الدستور المعلنة فيها تشدد كبير، مطالبة بإزالة عبارة «بما لا يخالف الشريعة الإسلامية» في بعض المواد والاكتفاء بالنص على «مبادئ الشريعة الإسلامية» المدرجة في المادة الثانية.

وعقد ممثلو الكنائس المصرية اجتماعا، مساء أمس الأول، برئاسة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك القبطي الأرثوذكسي بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، قبل أن يعلنوا موقفهم النهائي بالانسحاب.

وشارك في الاجتماع فضلا عن قيادات مختلف الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية والأرثوذكسية، مساعد رئيس الجمهورية لشؤون التحول الديمقراطي المفكر القطبي سمير مرقس، وممثلو الكنيسة بـ»التأسيسية».

وقال المحامي القبطي والمقرب من الكنيسة نجيب جبرائيل لـ»الجريدة» إن «انسحاب ممثلي الكنيسة جاء لتسجيل موقف وطني وليس كنسي فقط»، مضيفا أن «المسودة تعطي صلاحيات واسعة للسلطة التنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية على حساب السلطة التشريعية والقضائية».

 وكشف مصدر كنسي، رفض ذكر اسمه، لـ»الجريدة» أن موقف الكنيسة واضح ولم يعد مرتبطا بموقف الأزهر، في حين قالت مصادر بالأزهر الشريف لـ»الجريدة» إن الإمام الأكبر أحمد الطيب، سيعقد اجتماعا مع ممثلي مؤسسته بـ»التأسيسية» لبحث الوضع والمواد العالقة قريبا، وأن الأزهر ينسق مع القوى المدنية من أجل بحث الانسحاب من «التأسيسية».

انسحاب الكنائس زاد من مأزق الشرعية التي تعيشه الجمعية التأسيسية حاليا، بعد إعلان ممثلي التيارات المدنية عن تجميد مشاركتهم في فعاليات الجمعية، وتهديدهم بالانسحاب نهائيا من «التأسيسية» غدا. وقال عضو الجمعية، جابر نصار، إن «شرعية الجمعية على المحك، فمع انسحاب ممثلي التيارات المدنية والكنائس والبالغ عددهم 35 عضوا من إجمالي 100، باتت الجمعية في حرج سياسي بالغ أمام الرأي العام، وأصبحت فاقدة للشرعية، وهو ما يعني ضرورة إعادة النظر في تشكيلها».

وبينما اعتبر ممثل حزب «النور» السلفي في «التأسيسية» محمد سعد الأزهري أن مواقف الكنيسة والقوى المدنية تظهر للشعب المصري من يزايد على «التأسيسية»، أكد ممثل حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» بالتأسيسية أحمد دياب، لـ»الجريدة»، أن ممثلي الكنائس هم من طرحوا المادة المتعلقة بهم وما يحدث الآن يمثل علامة استفهام كبيرة حول من يريد تعطيل عمل الجمعية.

back to top