المعارضة الأردنية «تصعِّد» في مواجهة «التقشف»

السفير الدعيج: رعايانا بأيدٍ أمينة وليس هناك ما يدعو إلى القلق

رغم الهدوء الذي ساد الأردن أمس، بعد ليلة عاصفة من الاحتجاجات وأعمال الشغب، اعتراضاً على قرار رفع أسعار المحروقات في إطار سياسة التقشف، بدت الأمور مرشحة إلى التصاعد مع إعلان حكومة عبدالله النسور زيادة أجور النقل العام، وهو ما ردت عليه المعارضة بالدعوة إلى جولة جديدة من المواجهات غداً.

وقالت هيئة تنظيم النقل البري أمس، إن "رفع أجور وسائط النقل بدأ من الأربعاء (أمس)"، موضحة أن التعديل يشكل "جميع خطوط المملكة التي تقع ضمن صلاحيات الهيئة، وبنسبة 11 في المئة لوسائط النقل العاملة بالديزل، و9 في المئة لوسائط النقل العاملة بالبنزين بما فيها سيارات التاكسي".

وكان نحو ألفي شخص اعتصموا في دوار الداخلية وسط عمان طوال ليل الثلاثاء/الأربعاء بعد حوالي ساعة من قرار رفع أسعار المشتقات النفطية بنسب تراوحت بين 10 في المئة و53 في المئة، هاتفين: "اللي بيرفع بالأسعار بدو البلد تولع نار"، و"يا نسور ارحل ارحل"، في إشارة إلى رئيس الوزراء، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، إضافة إلى هتافات ضد الملك عبدالله الثاني شخصياً.

واضطر رجال الأمن فجر أمس، إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين، الذين اعتقلت قوات الأمن 24 منهم، بعد مواجهات أصيب فيها نحو 14 بينهم 10 من قوات الدرك.

وسرعان ما امتدت الاحتجاجات وأعمال الشغب إلى مدن أردنية أخرى مثل إربد، والرمثا، والمفرق (شمال)، والكرك، ومعان (جنوب) بمشاركة آلاف الأشخاص، قام بعضهم بإغلاق الطرق بإطارات مشتعلة والاعتداء على مبان ومؤسسات حكومية ومراكز أمنية.

وبينما وصلت بعض هتافات المحتجين إلى حد المطالبة بإسقاط النظام، رأت جماعة الإخوان المسلمين أن القرار يشكل ضربة قاسية جداً للانتخابات التي باتت على كف عفريت، مشيرة إلى أنها "ربما تتطور لحد الوصول إلى عصيان مدني".

من جهة أخرى، أكد السفير الكويتي في الأردن د. حمد الدعيج أن "الرعايا الكويتيين في الأردن بأيدٍ أمينة، وأوضاعهم بخير والحمد لله، وليس هناك ما يدعو إلى القلق".

وقال الدعيج، في بيان صادر عن السفارة الكويتية في عمَّان أمس، إن "الوضع في الأردن اعتيادي وطبيعي، وليس هناك أي مخاوف حول أوضاع أبنائنا الكويتيين"، مؤكداً أن "الأردن ينعم بمناخ آمن ومستقر".

وشدّد السفير على أن العلاقات الكويتية- الأردنية متميزة ومتينة، نافياً ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول نية السفارة ترحيل الطلبة الكويتيين من الأردن، وطالباً من الإعلام توخّي الدقة ومراعاة المهنية في نقل الخبر.

(عمان - رويترز، أ ف ب، د ب أ)