عاصي الحلاني: أنا صاحب مدرسة في اللون الفولكلوري البعلبكي

نشر في 21-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 21-10-2012 | 00:01
على الخشبة كالبحر الهادر ولكن عندما يتكلم فهو يملك هدوء الحكماء. تربطه صداقة بالرئيس ميشال سليمان واختيرت أغنيته «صوت الحدى» لاستقبال البابا بنديكتوس السادس عشر في باحة القصر الجمهوري لدى زيارته لبنان، كذلك يشارك في لجنة تحكيم برنامج The Voice.
إنه الفنان عاصي الحلاني الذي اختاره برنامج الأمم المتحدة للتنمية سفيراً لمكافحة الفقر والجوع.
حول السياسة والدين والفن والأعمال الخيرية التي يعتبرها جزءاً من رسالته كإنسان وكفنان، كان اللقاء التالي معه.
 هل نحن أمام معادلة قديمة جديدة هي أن الفنان صوت النظام كما كانت الحال في عهد الرئيس جمال عبدالناصر مع أم كلثوم وعبدالحليم حافظ؟

لا أعتقد ذلك، لأن وضع لبنان مختلف عن وضع مصر سواء في تلك الفترة أو في الفترات التالية، وأوجه في هذه المناسبة تحية إلى الرئيس ميشال سليمان. عموماً، أنا ضعيف أمام المؤسسة العسكرية لأنني اعتبرها المؤسسة الحامية للوطن وتقدم شهداء دفاعاً عن الوطن من أقصاه إلى أقصاه.

كذلك أؤيد طرح الرئيس حول حق المغتربين بالاقتراع وهي مسألة بديهية، لأننا نريد أن يشعر المغترب اللبناني بأن هذا الوطن هو وطنه، وأن نمنع الشباب اللبناني من التفكير بالهجرة، من هنا جاءت أغنيتي «لبناني» التي حملت أكثر من رسالة في هذا الإطار.

بالإضافة إلى مواقفك الوطنية لديك مواقف إنسانية نبيلة، أخبرنا عنها.

أنا إنسان قبل أن أكون فناناً والعمل الإنساني من طبيعتي، ولا يمكن أن أتخلّف عن إحياء أي حفلة خيرية. كانت لي مشاركات في هذا المجال   في لبنان ومصر والإمارات العربية المتحدة، فقد أحييت أخيراً حفلة في قصر المؤتمرات في منطقة ضبيه شرق بيروت لصالح مرضى السرطان من الأطفال، كذلك أحييت حفلة في دبي لتأمين منح جامعية للشباب غير القادرين على إكمال دراستهم.

 

أنت اليوم على قاب قوسين أو أدنى من الحصول على لقب سفير للنوايا الحسنة، هل يعود ذلك إلى عصاميتك؟

أنا فخور بأنني بنيت نفسي بنفسي وبأنني أتحدّر من بيئة متواضعة، كذلك أنا فخور بوالدي الذي لم ينحنِ يوماً لأحد وحافظ على كرامته وكرامة عائلته وكان يعمل وينفق علينا.

هل تزرع في أولادك حب الخير أيضاً؟

بالتأكيد، فقد شاركت ابنتي ماريتا في الحفلة التي أحييتها في قصر المؤتمرات لصالح مرضى السرطان من الأطفال وقالت حرفياً: «والدي هو من علمنا أن نقدم على فعل الخير من دون تردد».

هل يندرج تشجيعك الفنانين الشباب بتقديم ألحان لهم ضمن قناعتك بأنك صاحب مدرسة خاصة بك؟

لنكن صريحين، ألست أنا أول من غنى اللون الفلولكلوري البعلبكي ونقله من بعلبك إلى أنحاء العالم العربي؟ شاركت في عام 1991 في مهرجان في الملعب البلدي في برج حمود وكانت ترافقني آنذاك فرقة استعراضية، يشارك أولاد أعضائها اليوم في لوحات استعراضية مع الفنانين الشباب الذين يؤدون اللون نفسه. حتى الأغاني المصورة أصبحت تضم خيلاً وخيمة وفرقة دبكة. بعد ذلك كله ألا يحق لي القول إنني صاحب مدرسة؟ أنا فخور بالأصوات الواعدة التي تغني اللون نفسه وأحبها وأقف إلى جانبها.

 

افتتحت أخيراً مطعم «عاصي الحلاني»، هل فعلت ذلك لأن الفن غدار؟

لدي قناعة بضرورة توافر مورد رزق لي ولأولادي غير الفن، إلا أنني لست مع مقولة إن الفن غدار، فكلما أعطيت الفن أعطاني أكثر.  

متى تعتزل الفن؟

عندما أشعر بأن الجمهور الذي يقصدني لمشاهدة حفلاتي وشراء أعمالي الغنائية بدأ يتململ ويخفّ. أعتقد بأنني أملك راداراً يجعلني قادراً على اختيار الوقت المناسب للاعتزال.

هل ثمة خطوط حمراء في حياتك؟

بالطبع، عائلتي. لا أحب أن يتدخل أحد في حياتي الشخصية وفي علاقتي بزوجتي وأولادي لأنني أعتبر هذه المساحة الوحيدة التي أتحرك فيها بحريتي.

ما الأمر المزعج في شخصيتك الذي استطعت التخلص منه؟

عقدة النجومية، أي الخروج وأنا أضع نظارات شمسية وأجلس بشكل لا يعرفني أحد أو الانزواء  في مكان عام، وقد تخلصت منها منذ أكثر من عشر  سنوات، وأنا الآن أخرج مع عائلتي ونتناول الطعام في الأماكن العامة بحريّة.  

واجهت محاولات لوضعك في خندق سياسي معين لكنها فشلت.

صحيح، لست مع فريق ضد آخر. حتى لو كنت أنتمي إلى فريق معين لا يعني ذلك أنني أناصره بشكل أعمى وأتغاضى عن أخطائه، وإذا أنجز أي شخص عملاً جيداً فأنا أؤيده على الفور حتى لو لم يكن من خطي السياسي. أراد الخارج تفريقنا وصوّر الإسلام على أنه إرهاب، فيما هو بعيد كل البعد عن هذه الصفة فهو دين محبة وتسامح.

 

هل رأيت فيلم «براءة المسلمين»؟

لا أضيّع وقتي بمشاهدة هذا الفيلم الذي أقلّ ما يوصف به منتجه أنه سخيف وحقير، وردة الفعل عليه ينبغي أن تكون مزيداً من التوحد في ما بيننا كدول عربية من المحيط إلى الخليج، ونبذ المؤامرات التي تحاك ضدنا.

 

ما أجمل ما قيل فيك؟

جاء على لسان الكاتب الصحافي الكبير طلال سلمان عندما شاهدني في بعلبك إذ قال: «عاصي هو العمود السابع لبعلبك». أعتزّ بهذا القول لأنه يأتي من كاتب كبير نفخر بأنه لبناني.

والنقد الذي لا يمكن أن تنساه؟

لا التفت إلى النقد على الإطلاق، خصوصاً إذا جاء من باب تحطيم المعنويات.

هل ستدلي بصوتك في الانتخابات النيابية؟

إذا كنت في لبنان سأدلي بصوتي.

 

هل أدليت بصوتك في الانتخابات الماضية؟

نعم لأنني من النوع الذي يرغب في أن يكون صوته فاعلاً في المجتمع.

أخيراً، كيف تصف لنا أجواء برنامج The Voice؟

تماماً كما ترونها على الشاشة، فنحن نتعامل بعضنا مع البعض ومع المشتركين الشباب بمنتهى التلقائية والعفوية بعيداً عن التكلف والمشاكسة  وكأننا عائلة واحدة، وأظن أن من يشاهد البرنامج يشعر بتلك الروح التي تسود أجواءه.

back to top