النجمات... بين تقديم تنازلات أو الاعتزال
هل بات الفن اليوم مرتبطاً بشكل مباشر بما يسمى حفلات خاصة أو تنازلات تغدق على المشاركين فيها ثروات طائلة تخولهم الاستمرار في الفن رغم عدم امتلاكهم أياً من المقومات الفنية؟ سؤال يطرح بقوة في الفترة الأخيرة بعد مبادرة فنانات كثيرات إلى رفض مبدأ التنازلات واتخاذ البعض منهن قراراً بالاعتزال واختيار طريق الزواج وممارسة مهنة أخرى، كما حصل أخيراً مع الفنانة مي مطر.
«الفن طريقه صعب، والحمدلله لم أشارك في حفلات خاصة ولم أخرج عن حدود تربيتي ومبادئي، إنما توصلت إلى قناعة بأن الفن لا يطعم خبزاً، ويستحيل على الفنانين الجدد أن يصبحوا نجوماً إلا في حال قدموا تنازلات يعرف كثيرون ماهيتها»، هكذا تصف مي مطر، في حديث لأحد المواقع الإلكترونية، تجربتها في مجال الفن مع أنها لا تتعدى سنوات قليلة، مؤكدة أنها لا يمكنها العيش في هذا الجو والتعرض لممارسات تثير اشمئزازها، لذا قررت الاعتزال والاتجاه إلى مجال آخر.ما عزز خطوة الاعتزال هذه التي فاجأت الجمهور أن مي عقدت خطوبتها منذ أيَّام على شاب لبناني ارتبطت بعلاقة معه منذ ثلاث سنوات وسيتزوّجان في الصيف المقبل، مفضلة الحياة العائلية على أضواء الفن والشهرة التي تخفي وراءها أموراً بشعة ترفضها بشدة، حسب تعبيرها.
هبوط سريع ترى الفنانة أمل بوشوشة أن التنازلات موجودة في مجالات الحياة كافة، وأن أشخاصاً كثراً وصلوا إلى مراتب عالية لأنهم قدموا تنازلات، والأمر نفسه يطبّق في الفن، إلا أنها ترفض التعميم وتشدد على أن وجوهاً فنية كثيرة تبوأت اليوم المراتب الأولى بفضل تعبها ومجهودها وموهبتها الاستثنائية.تضيف: «أعشق الفن منذ طفولتي وحين قررت دخول هذا العالم كنت على إدراك بسيئاته وإيجابياته، لا أستغرب حين يحكى عن تنازلات معينة يقدمها البعض لبلوغ شهرة سريعة، إلا أنني أرفضها رفضاً تاماً لأنني أملك مقومات تخولني أن أكون نجمة حقيقية. أؤمن بصعود السلّم درجة درجة بخطوات ثابتة، وبالمثل القائل: «من يصعد سريعاً يهبط سريعاً».بدورها ترفض الفنانة ليلى اسكندر تقديم تنازلات رفضاً قاطعاً لأن إثبات الموهبة لا يكون من خلال أمور تجري في الكواليس المظلمة، إنما عبر الصوت الجميل والموهبة الحقيقية والأعمال المتقنة. توضح:»لا تغريني الشهرة السريعة أو الإنتاج الضخم، لدي كامل الثقة بنفسي ولا يجرؤ أحد على عرض أمور مشبوهة علي لأن شخصيتي تترجم قيمي ومبادئي في الحياة»، وتضيف: «بالنسبة إلى الحفلات الخاصة فثمة الكثير منها، لكني بعيدة عن الأجواء التي لا علاقة لها بالفن الحقيقي».مبادئ وقيم«لا أعرف حقيقة ما يجري في بعض الكواليس وما يقدمه البعض لتحقيق نجومية سريعة»، توضح الفنانة كارينا مؤكدة إصرارها على التمسك بكرامتها واحترام أهلها والناس لها، وتقول: «لن أقدم تنازلات مهما كان حجمها، فموهبتي فريدة على الساحة الفنية، إضافة إلى أنني المرأة الوحيدة في العالم العربي التي توزع أغنياتها بنفسها».تضيف: «لدي أصدقاء كثر في الوسط الفني وخارجه، يقدمون لي دعماً معنوياً ويشجعونني على إكمال طريق الفن. لا أنكر أنني فكرت في الاعتزال نظراً إلى الصعوبات التي يواجهها الفنان اليوم في ما يتعلّق بالإنتاج والتكاليف الباهظة لدعم أي أغنية، لكني عدلت عن قراري بسبب تشجيع المحيطين بي وإيماني بموهبتي وإصراري على تحقيق أحلامي».من جهتها، تشير الفنانة فيفيان مراد إلى أن التنازلات والحفلات الخاصة منتشرة في عالم الفن، إلا أن مغريات الدنيا لن تجرّها في طريق لا تناسب مبادئها والقيم التي نشأت عليها، وتوضح: «في حفلاتي أقدّم وصلتي وأعود إلى غرفتي سريعاً، فأنا أرفض الحفلات الخاصة رفضاً قاطعاً».في حديث سابق لها، أشارت الفنانة ميسم نحّاس إلى أن من يعمل في الوسط الفني يدرك تماماً ما يجري في الكواليس المظلمة، لكنها ترفض الانحدار إلى مستوى المتاجرة بنفسها لبلوغ الشهرة، وتعزو عدم ظهورها في الحفلات كغيرها من المغنيات إلى عدم استعدادها لتقديم تنازلات أخلاقية، مشيرةً إلى أن «مصاحبة» مديري الحفلات ورضاهم عن أي فنانة يتحكمان بهذا الأمر.