يستخدم ضدك الأسرار التي تأتمنه عليها. هو أفعى تبدل جلدها بسرعة أو حرباء تتلون باللون الذي تظن أنه قد يثير اهتمامك لتكسب ثقتك. يشعر بالامتعاض منك، إلا أنه لا يجرؤ على الاعتراف بأنه ناقم عليك أو أنه يحسدك. باختصار، إنه ما يسمى «بالمنافق»، وهو ليس سوى إحدى الشخصيات المنحرفة التي تضمر لك الشر، فما عليك سوى تجنبه!

Ad

خصصت الكاتبة ليليان غلاس في كتابها «هؤلاء الناس الذين يسمّون الوجود» صفحات كتبت فيها عن المنافقين المنحرفين أي المجحفين.

تدير ليليان غلاس، اختصاصية تواصل ومؤلفة الكثير من الكتب، ورش عمل وتحاضر في جميع أنحاء العالم حول مواضيع شائعة كالإرهاق النفسي. إليكم ما تقوله حول شخصية «المنافق»:

«مع صديق مثله، لن تخاف على نفسك من طعنة العدو بل من طعنته هو. هذا النوع من الناس يقترض المال منك ليستخدمه لاحقًا ضدك ويبدّل مواقفه كما يبدل ثيابه. المنافق بطبعه غامض، خبيث، ماكر، منغلق على ذاته، غير شريف، مخادع، مخرب، أناني، مضلل، مطصنع، متكتم، متآمر، مراوغ، حقير، تافه، فضولي، غادر، سطحي، جبان، غير جدير بالثقة ومارق. في نظر معظمنا، المنافق هو الأكثر سمّية بين جميع الأهوال. بحسب الكوميديا ​​الإلهية لدانتي، القسم الأخير من جهنم مخصص لأولئك الذين ارتكبوا الجريمة المقيتة في نظر الجميع، وهي الخيانة. فلا يمكن لشيء أن يجرح الإنسان في الصميم أكثر من خيانة شخص وثق به. وهذا ما يحدث باستمرار مع المنافق، للأسف.

هذا النوع المؤذي من الأشخاص مسالم وعدواني في آن، فيبتسم بنفاق مدعيًا أنه صديقك الوفي وهو يطعنك في الظهر في حين خلسة. ويستنكر كونفوشيوس، وهو من أقام مذهبًا عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي، مثل هذا السلوك ويقول: «من العار أن يدعي المرء الصداقة وهو يخفي عن الآخر ما يحمل في قلبه من ضغينة ضده».

المنافق حرباء تثير الخوف، إذ تتلون باللون الذي تظن أنه قد يثير اهتمامك. وقد يذهب حتى إلى أن يزيحك ويحل محلك، وهو دائمًا على أهب الاستعداد للحصول على مبتغاه.

مثال حيّ

سارة وليال هما مثال حيّ عمّا نتحدث عنه. التحقتا بالجامعة سوية واختارتا الاختصاص ذاته وهو تصميم الغرافيك. كانتا مثال الصداقة الوطيدة وكان من المفترض أن تكونا أوفى صديقتين في العالم. بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية، أسرّت ليال إلى سارة أنها تطمح إلى مركز معين. فأخبرتها عن مشروعها ذاكرةً المرشحين الرئيسين لهذا المركز وشارحةً الاستراتيجية التي ستتبعها للحصول على الوظيفة. أما سارة، التي وثقت بها ليال ثقة عمياء، فسألتها عن شتى التفاصيل، لتبين لها أنها تهتم بطموحاتها وتدعمها في مسيرتها. لكن في الواقع، كانت سارة تجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات لمصلحتها الخاصة. فقد ذهبت سرًا إلى الشركة التي أخبرتها عنها ليال، وتقدمت إلى المركز ونجحت. وعندما اكتشفت ليال حقيقة سارة شعرت بالاستياء، في حين أن هذه الأخيرة لم تهتم لمشاعرها، بل كانت تبتسم لها، غير شاعرة بالندم على ما فعلت...

إياك والوثوق به

لا تستطيع أبدًا أن تثق بمنافق، لأنه سيستخدم ضدك الأسرار التي تأتمنه عليها، وفي وقت لا تتوقعه مطلقًا، سيتآمر عليك ليحل محلك. فهو يشعر بالامتعاض منك، إلا أنه لا يجرؤ على الاعتراف بأنه ناقم عليك أو أنه يحسدك.

خلاصة القول، وبحسب ليليان غلاس: «المنافق بطبعه مراوغ؛ لن يفصح لك يومًا عمّا يفكر، في حين أنه يتمنى لو يتمكن من سرقة الأفكار التي تدور في رأسك. سيفيض عليك كلامه المعسول، ويدس السم في العسل}.

كيف نحاربه؟

تقترح ليليان غلاس طريقة لمواجهة المنافقين. نعتمد في هذه الطريقة تقنية تبطل فاعلية الأذى الذي يضمره لنا هؤلاء الأشخاص، بحيث نحد من تأثيره علينا:

عندما تتحدث إلى منافق، استخدم أولاً أسلوب المواجهة، وصارحه أنك على بينة من نفاقه. أمام المواجهة، سيحاول إنكار كل شيء، حتى لو ضبطه متلبسًا. في هذه الحالة، إلجأ إلى تقنية الغضب الشديد لتتحرر من غضبك.

لكن حذار أن تلجأ إلى العنف الجسدي، حتى لو كنت تتوق إلى ذلك. في النهاية، استخدم تقنية قطع التواصل ولا تتعامل مع المنافق مجددًا: لا تهدر وقتك بالوثوق في أناس يسمّون حياتك من دون أن يرف لهم جفن.