الكويت في مؤشر العسكرة

أول العمود:

قضية الصوت الواحد شعار مضلل لأزمتنا السياسية.

***

أفصح تقرير "بون" الدولي عن تطور مركز دولة الكويت في مؤشر العسكرة ليصل إلى المرتبة الأولى خليجياً والسابع عالمياً. ومركز بون هذا يستقي معلوماته من معهد أستوكهولم الدولي لدراسات السلام ومنظمة الصحة العالمية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

بالطبع يجلب ترتيب الكويت في رأس القائمة الخليجية وفي موقع متقدم عالمياً شيئاً من القلق، ويدعونا إلى عقد مقارنات بين الإنفاق العسكري في مقابل الإنفاق المحلي والإنفاق على الصحة والتعليم مع الصرف على العسكرة، ومقارنة تكلفة عمل الطبيب والمعلم مع تكلفة تجهيز عسكري للقتال.

هناك مؤشرات رقمية تدل على تزايد مبيعات السلاح لمنطقة الخليج العربي وشمال إفريقيا بعد ثورات الربيع العربي تقدر بنسبة 11% في عام 2011، ويعدّ "الربيع" عاملاً مضافاً إلى أسباب تقليدية هي التهديد الخارجي والإرهاب وتأمين منابع النفط، وبحسب أرقام معهد أستوكهولم فإن مبيعات السلاح لمنطقة الشرق الأوسط بلغت 110 مليارات دولار عام 2010، ومتوقع لها أن تصل إلى 118 مليار دولار عام 2015، واحتكرت هذه المنطقة 6% من مبيعات السلاح في الفترة من 2001 إلى 2010، وتأتي مشتريات السعودية والإمارات والكويت لتشكل النسبة الأكبر منها.

وقد باعت الولايات المتحدة الأميركية وحدها أسلحة بقيمة 57 مليار دولار لدول الخليج في عام 2011، وتنشط شركات تصنيع السلاح في المشاركة في معارض السلاح في الكويت والإمارات العربية المتحدة، ودول أخرى لعقد صفقات السلاح في هذا المجال، والتي تشمل معدات الأمن الداخلي ومتطلبات مكافحة الشغب من أسلحة وعربات مجهزة بتقنيات عالية بحسب مجموعة رينو العسكرية.

تصنيف تقرير "بون" للكويت يتطلب إثارة نقاش حول الآتي:

أولاً: تقييم نمط الرقابة البرلمانية على مشتريات الدفاع والأمن، وخاصة ميزانيات التعزيز التي تمرر في الأغلب في ظل غياب البرلمان "1967– 1980– 1991".

ثانياً: تفعيل قانون حماية المال العام وخاصة في شقه العسكري، وقانون الإفصاح عن العمولات.

ثالثاً: دعم دور ديوان المحاسبة في الرقابة على العقود العسكرية كما حدث في فترة التسعينيات وإلى الآن.

رابعاً: تجزئة طلبات موازنات التعزيز حسب السنوات المالية وإدخالها ضمن موازنات الدفاع لتمكين آليات الرقابة عليها في لجنة الميزانيات البرلمانية.

عسكرة الكويت، حالة جديدة بحاجة إلى انتباه وطني حكومي وشعبي، بسبب غليان المنطقة المحيطة بنا.