صورة لها تاريخ: فريج «بوناشي» في حي الوسط
من الفرجان المشهورة في حي الوسط بمدينة الكويت القديمة فريج بوناشي، الذي جاءت تسميته على أسرة بوناشي المعروفة، والتي كانت تقطن في هذا الفريج، ولها فيه مقهى مشهور هو من أقدم المقاهي في التاريخ الكويتي. بالنسبة إلى موقع فريج بوناشي، فإنه يحده من الشرق السوق الداخلي (سوق التجار)، ومن الغرب شارع عبدالله السالم أو شارع سعود، كما كان يسمى سابقاً ومسجد بن بحر، ومن الشمال الغربي يحده فريج غنيم ومسجد ياسين القناعي، ومن الشمال مقهى بوناشي وفريج العدساني، ومن الجنوب أسواق المباركية المعروفة، وأشهرها سوق الغربللي وسوق الصرافين ومسجد العوازم (الفارس). ويمكن تقسيم فريج بوناشي إلى ثلاثة أقسام، الأول يطلق عليه "سكة عنزة"، التي تمتد من الشرق (من عند قيصرية النصار الحالية) إلى الغرب (شارع عبدالله السالم ومسجد بن بحر)، والثاني يطلق عليه محلة العتيقي، وهي المنطقة التي تحيط بالمدرسة المباركية، والثالث هو المنطقة المحيطة بمسجد الفهد (في سوق الذهب الحالي). من أشهر المعالم التي توجد في هذا الفريج المدرسة المباركية التي تأسست عام 1912، وبجانبها الحفرة الكبيرة التي تصب فيها مياه الأمطار وتسمى حفرة السوق، ومقهى بوناشي الشهير الذي نأمل أن نفرد له مقالاً موسعاً في المستقبل لأهميته التاريخية. كما يوجد في الفريج عدد من المساجد وهي مسجد السوق الذي تأسس عام 1794م، ومسجد الفهد الذي تأسس عام 1858م، ومسجد البحر الذي تأسس عام 1907م. وفي حديث لي مع العم راشد أحمد الرويشد (مواليد عام 1930)، ذكر لي سكان سكة عنزة، التي نشأ وترعرع فيها، وهم كالتالي: الصف الجنوبي (من الغرب إلى الشرق) بيت خالد العامر، بيت محمد الخال، بيت الفوزان، بيت فهد العبدالغفور، بيت المشاري، بيت الملا محبوب، بيت حمد المشاري، بيت الهارون (راشد وعبدالعزيز وعباس)، بيت غير معروف، بيت الحداد، بيت العريفان، بيت المسعود، بيت العسكر، بيت أحمد الرباح، بيت النصار. أما الصف الجنوبي (من الغرب إلى الشرق) فهم كالتالي: بيت شعيب العلي، بيت العمر، بيت العامر (الذي سكن فيه الإمام عبدالرحمن بن سعود وابنه الملك عبدالعزيز)، بيت فهد المضيان، بيت أحمد الرويشد، بيت المفلح، بيت الهاجري، سكة العصيمي، وفيها عدد من البيوت، منها بيت الصرعاوي، بخار النصار. كما يضاف الى هذه المنازل ما يلي: بيت الهلبان العنزي، بيت الهويدي، بيت المسحلك، بيت صقر بن عدوان، بيت بحيّر العنزي، بيت عبدالرحمن فارس الوقيان، وغيرهم. اما باقي سكان فريج بوناشي (خارج سكة عنزة)، فنذكر منهم (وليس جميعهم) العوائل التالية حسبما وردني من العم عبدالرزاق بوقريص (مواليد عام 1932)، والعم بدر ناصر الرميح (مواليد عام 1941): منازل عديدة لأسرة العتيقي، منها بيت سالم العتيقي، عبدالعزيز ناصر الرميح، سعود الدخيل، الحيدر (العتال)، خليفة الخرافي، علي الخرافي، حسين الخرافي وإخوانه، يوسف الزنكي، البرغش، بن حمد، الصرعاوي، عمر العلي العمر، الفهد، الفارس، سالم القطان وإخوانه، العون (بودعيج)، الفرج، الحسن الإبراهيم، السيار، السهلي، عبدالسلام شعيب، أحمد بن سلامة، عبدالعزيز بوقريص، راشد إبراهيم الرشود، عبدالرحمن الرشود، النجادة، بيت حمزة، بيت بهمن، العنجري، بوطيبان، المهيني، عبدالعزيز المنيع، يوسف المرزوق، ناصر بوناشي، الخرجي، اللهيب، أحمد عيسى السعد، السليم، فيصل الثويني، الجوعان، جاسم الطريجي، وغيرهم. وفي ما يلي ننشر للفائدة وثيقة قديمة يعود تاريخها إلى عام 1917م توثق شراء عبدالعزيز بن ناصر الرميح، رحمه الله، لبيت في محلة العتيقي بفريج بوناشي هذا نصها:
"الحمد لله سبحانه، جرا كما ذكر لدي وانا العبد الفاني محمد ابن عبدالله العدساني،،السبب الداعى الى تحرير هذه الأحرف الشرعية، والكلمات المعتبرة المرعية، هو انه قد حضر لدي محارب ابن سليمان، واقر بأنه قد باع من حامل هذا الكتاب، وناقل هذا الخطاب، الرجل العاقل الرشيد عبدالعزيز ابن ناصر ابن رميح، وهو أيضا قد اشترا منه ما هو ملكه وتحت تصرفه الى حين صدور هذا البيع منه، وهو بيته الواقع في محلة العتيقي، الذي يحده قبلتا بيت منيرة بنت حمد العتيقى، وشمالا الطريق النافذ، وشرقا الطريق النافذ، وجنوبا بيت المشتري عبدالعزيز المذكور، بثمن قدره وعدده ألفين روبيه سكة وماية روبية سكة، مسلمة من يد المشترى عبدالعزيز المذكور الى يد البايع محارب المزبور، قبضها في مجلس البيع قبضا تماما، برئت به ذمة المشترى براءة شرعية، فكان بيعا صحيحا شرعيا، وشراء محررا مرعيا، مشتملا على الإيجاب والقبول، خاليا من الموانع الشرعية، فبموجب ما ذكر من البيع وتسليم الثمن وإقرار البايع بقبضه من يد المشترى بالوفاء والتمام، صار البيت المبيع المذكور بجميع حدوده، وحقوقه، وتوابعه، ولواحقه، مالا وملكا للمشترى عبدالعزيز المذكور من ساير أملاكه، يتصرف فيه تصرف أهل الأملاك في أملاكهم، وذوى الحقوق في حقوقهم، من غير ممانع ولا... . حتى لا يخفى، جرا وحرر في اليوم الثالث من شهر ربيع الثاني، احد شهور سنة ألف وثلاثماية وخمسة وثلاثين من الهجرة النبوية".