إلى صديقي الغاضب
- حين تخرج في مسيرة لأن عاملاً آسيوياً فقيراً قد ضُرب واحتُجز وانتُهكت حقوقه في المخفر كما تخرج لأن كويتياً قد تم التعامل معه بهذه الطريقة، سأؤمن بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين تشعر بأن "كرامتك" قد امتُهنت حين يفرض المتزمتون عليك وصايتهم بالرقابة على الكتب ومنع الكتاب والمفكرين من دخول البلاد، سأؤمن بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.
- حين ترفض مصاحبة تجار الإقامات والمرتشين والفاسدين من أهلك وجماعتك لأن ذلك ضد مبادئك وقيمك، سأؤمن بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين ترفض استقبال أي نائب يتوسط للمجرمين ويساهم في تزوير الحقائق في المخافر وإن حمل لواء المعارضة ومحاربة الفساد، سأؤمن بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين تتثبت من صحة الاتهامات الواردة إليك ضد خصومك قبل أصحابك، سأؤمن بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين تطالب بالقانون يطبق على نفسك والمقربين منك قبل بقية الناس، سأؤمن بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين لا تعتبر الدستور "بوفيه" تأخذ منه ما يوافق هواك وترفض ما يخالفه، سأؤمن بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين يكون حكمك على إخوانك في الوطن مبني على مقدار ولائهم وعطائهم لا مذاهبهم وعقائدهم، سأؤمن بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك. - حين تستميت في الدفاع عن حقي في التعبير عن رأيي الذي يختلف عن رأيك تماماً، سأعرف بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين ترى أن المرتشين كلهم سواء، من يرتشي بالمال ومن يرتشي بالمنصب ومن يرتشي بالمعاملة، سأعرف بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين تحرص على وجود ميكروفونات من يقف ضدك قبل ميكروفونات من يؤيدك، سأعرف بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين تقاطع الانتخابات قناعة منك وتوافقاً مع مبادئك لا من أجل حسبة ربح وخسارة، سأعرف بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين تمتنع عن المشاركة وتؤمن بحق غيرك في المشاركة ولا ترهبه لأنه يمارس حقه فقط، سأعرف بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين لا تصنف المختلف عنك بحسب المذهب، فالسنّي قبيض وانبطاحي، والشيعي تابع لإيران، سأعرف بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.- حين تغضب لأجل قمع "البدون" واعتقالهم كما الكويتيين لأن مسطرة الحقوق عندك واحدة، سأعرف بأنك صادق وسأكون أول من يقف إلى جانبك.***أما وأنك خلاف كل ذلك، والمواقف عندك تتلون بحسب المصلحة وبعيداً عن المبادئ والقيم، فلا أستطيع سوى أن أقف في الجانب الآخر مع الحق والعدل وما يمليه عليّ ضميري، حتى إن كان ذلك سبباً لنقمتك وغضبك عليّ، فأنا أستطيع تحمل كل ذلك، لكنني لا أستطيع تحمل خصامي مع قناعاتي وما أؤمن به!