بعد أن انتهت فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان أيام المسرح للشباب، كان لابد من التوقف عندها وقراءة أحداثها ومستوى عروضها المسرحية.

Ad

نبدأ من الافتتاح الذي انطلق في 11 أكتوبر على مسرح الدسمة، حيث كان الارتباك واضحا على مقدميه حنان جابر وعبدالرحمن الديين، والأخطاء بالجملة وواضحة للجميع، منها اللفظ الخاطئ لمسرحية «يا معيريس»، كما لم يتم عرض تسجيل فيديو خاص بالمكرمين العشرة في هذه الدورة، رغم أنه قد سُجل بفترة كافية قبل بدء المهرجان.

مفاجأة كبيرة

أما المفاجأة الكبيرة فهي تكريم الفنانة المعتزلة رجاء محمد، وهذا يحسب لإدارة المهرجان مع كوكبة من الفنانين القديرين (علي البريكي، أحمد جوهر، حسين المنصور، علي جمعة، عبدالله غلوم، عبير الجندي، منقذ السريع، د. سليمان العسعوسي، وكاتب هذه السطور)، ولكن ترتيب جلوس المكرمين جاء عشوائياً وليس وفق ترتيب صعودهم على الخشبة لتكريمهم، ما أدى إلى حالة من الارتباك.

كما أقيم على الهامش ولأول مرة معرض خاص لصور وأزياء واكسسوارات وجوائز النجوم الرواد الراحلين والأحياء في بهو مسرح الدسمة، ومنهم صقر الرشود وسعد الفرج ومحمد المنيع وسعاد عبدالله وعايشة إبراهيم وعبدالعزيز النمش وعلي المفيدي.

وعن عرض الافتتاح الكوميدي «ولكم وليام»، والذي جاء على الهامش لفرقة مسرح الشباب، فقد جاء طويلا في مدته، رغم تألق ممثليه الشباب وحضورهم اللافت بقيادة المخرج عبدالله البدر.

وهناك مشكلة حدثت وتكررت في مسألة عدم تخصيص مقاعد لأعضاء اللجنة الفنية، وعدم معرفة أحد المنظمين بأعضائها، وتفاقم الأمر إلى الحديث غير اللائق، الذي ننأى بأنفسنا عن ذكر تفاصيله، ومشكلة أخرى أدت إلى عراك خارج المسرح مع منظمين وأحد الفنانين الشباب، كل هذا يفيد بوجود خلل حقيقي في التنظيم.

تسعة عروض

أما عروض المهرجان التسعة المشاركة في المسابقة الرسمية فكان يجب انتقاء ستة عروض منها، وهي: 2012، مندلي، محطة 50، يوتوبيا العتمة، السرب، يوميات أدت إلى الجنون، لأنها الأفضل، أما الثلاثة الأخرى (كالا ونار، إنما هو أنا، لوحات)، فلم تكن في المستوى المرجو، خصوصا «لوحات» التي أدرجت ضمن عروض المسابقة الرسمية، بعد أن كانت على الهامش، والجهة الملامة هنا هي اللجنة الفنية، إذ كيف تقبل عرضا تجاريا لا يليق بالمسابقة؟ النوايا الحسنة لا تصنع مسرحا جيدا وكذلك التعاطف!

أما العرض الموازي لفرقة المسرح الشعبي «الدار»، وهو عمل شبابي بأكمله، فهو تجربة أولى لهم، بها خلط في المفاهيم والنظريات والمدارس المسرحية، فالمخرج خلط الواقعية بالطبيعية والملحمية (برشتية) في تعامله مع العرض.

وبالنسبة إلى فعاليات المركز الإعلامي من مؤتمرات صحافية، لا ننكر الجهود الكبيرة المبذولة، لكن ما جدواها دون حضور الجمهور، خاصة جيل الشباب، للاستفادة منها، مؤتمرات بلا حضور تعني عدم التفاعل معها!

أما نشرة المهرجان اليومية فهي على «طمام المرحوم»، لم تأت بجديد إلا بزيادة حجمها، وتكبير الصور، وهي الأسهل تنفيذا، أما الأخطاء فبالإمكان النظر إلى الأعداد الأولى منها ورؤية الأخطاء في تركيبة الجمل الركيكة، والمرفوع أصبح منصوباً وهكذا.

ولا ندري لماذا تم تشويه صورة عرض «يوتوبيا العتمة» بنشرها مقلوبة، ما أفقدها معناها وجمالية الديكور؟! أما المقالة النقدية للعرض المسرحي في النشرة فقد وجدناها في اليوم التالي منشورة ومجيرة بأسماء آخرين في بعض الصحف اليومية، فأين الحقوق والأمانة الفكرية والأدبية؟!

دليل المهرجان

ومن الأخطاء الأخرى وضع شكر للجنود المجهولين، ومنهم فواز العيدان رئيس فريق التنظيم والصورة لسعود المزيعل، ثم نشر في اليوم التالي لنفس الخبر بالصورة الصحيحة للعيدان، ولا نعلم لماذا غيبت صورة المعقب الرئيسي للجلسة النقاشية؟! أما دليل المهرجان فلم يحتو على أي معلومة عن فرق عمل العروض المشاركة في المسابقة، أو نبذة عن كل عمل!

وفي ما يتعلق بحفل الختام، الذي كان نجمه فريق عرض المشهديات الكوميدية للعروض التسعة، ونتيجة المسابقة الرسمية التي لم تخرج عن دائرة التوقعات، لكن الجوائز الممنوحة من الجهات حملت اسم الممثل الواعد والمؤلف الواعد، فهل المهرجان هو للمحترفين أو الكبار كي ندخل «الواعد»؟ وجائزة أخرى حملت مسمى «الإبداع»، فهل العمل الحائز على الجائزة الإبداعية هو فعلا إبداعي، ولو كان كذلك لحصل على جائزة رسمية؟!

يبقى أن نقول رغم هذه الملاحظات: يبقى مستوى العروض في هذه الدورة هو الأفضل بين دورات المهرجان، وشكرا لشباب المسرح الذين حققوا مستوى طيبا وممتعا، الذي عكس مدى جديتهم على الخشبة، وكلنا أمل أن يتم تلافي السلبيات في الدورة العاشرة عام 2014.