باراك أوباما... أربع سنوات جديدة

نشر في 08-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 08-11-2012 | 00:01
• الرئيس الأميركي: الأفضل قادم للولايات المتحدة • رومني يصلي من أجل نجاح الرئيس

بعد أن عكست استطلاعات الرأي تقارباً شديداً بين مؤيديهما، انعكس فعلا في التصويت الشعبي العام الذي جاء متقاربا، تمكن الرئيس الأميركي باراك أوباما من حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خاضها ضد منافسه الجمهوري ميت رومني لمصلحته، بعد أن تمكن من حصد حوالي 303 ناخبين رئاسيين، أبرزهم في 9 من أصل 10 ولايات متأرجحة، في مقابل 206 لمصلحة المرشح الجمهوري.

انتزع الديمقراطي جو دونلي في إنديانا مقعد المحافظ ريتشارد مردوك الذي أثار ضجة كبرى عند إعلانه أن الحمل الناجم عن اغتصاب هو «مشيئة الله»
هزم الرئيس الأميركي باراك أوباما خصمه الجمهوري ميت رومني في الانتخابات الرئاسية، التي أعلنت نتائجها صباح أمس (بالتوقيت المحلي)، وحقق في الواحدة والخمسين من العمر فوزاً تاريخياً بحصوله على ولاية ثانية على رأس القوة العالمية الأولى.

ونجح أوباما، أول رئيس ذي أصول إفريقية للولايات المتحدة، والذي وصل إلى البيت الأبيض قبل أربع سنوات بناء على شعار "الأمل والتغيير"، في إقناع غالبية الأميركيين بأنه الأفضل لقيادتهم خلال السنوات الأربع المقبلة، رغم حصيلة اقتصادية فاترة.

وأعلن أوباما، في خطاب الفوز الذي ألقاه أمام انصاره صباح أمس، في شيكاغو أن "الأفضل قادم" للولايات المتحدة، مهنئا المرشح الجمهوري رومني على "حملته التي خاضها بقوة".

وقال أوباما، في مقر حملته بشيكاغو، حيث حضرت عائلته إلى المنصة، إنه يريد العمل مع رومني من أجل "دفع البلاد قدماً"، مؤكدا أنه يعود إلى البيت الأبيض "أكثر تصميماً من أي وقت مضى".

وفي خطاب حماسي استمر 25 دقيقة، قال أوباما أمام الآلاف من المناصرين الذين كانوا يصفقون ويرددون هتافات "أربع سنوات أخرى"، "رغم كل اختلافاتنا، الغالبية بيننا تشاطر الآمال من أجل مستقبل أميركا"، مضيفا: "في هذا الاتجاه سنمضي، إلى الإمام!"، مستعيداً أحد شعارات حملته الانتخابية.

الولايات «الحاسمة»

ومع تأكد فوز أوباما بانتصاره في ولايتي أوهايو وأيوا الحاسمتين، حضرت حشود كبيرة إلى البيت الأبيض، ورددت هتافات مؤيدة للرئيس الأميركي. وبينما لم تكن قد أعلنت بعد النتائج في كل الولايات، بما يشمل ولاية فلوريدا الحاسمة، أصبح لدى أوباما أصوات 303 من كبار الناخبين، متجاوزا بفارق كبير الأصوات الـ270 المطلوبة للفوز.

وما مهد طريق الوصول إلى البيت الأبيض أمامه فوز في ولايات بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغن، التي تعتبر عادة ديمقراطية، لكن رومني حاول في اللحظة الأخيرة إقناع الناخبين المترددين فيها بدعم الجمهوريين.

كما فاز الرئيس في ولايات حاسمة مثل فرجينيا، حيث أصبح قبل أربع سنوات أول ديمقراطي يفوز بها منذ 1964، ونيفادا وأوهايو ونيوهامشير وكولورادو وأيوا، وقضى بذلك على آمال رومني الضئيلة بتحقيق الفوز.

رومني يقر

في المقابل، اعترف رومني، الذي بدت عليه علامات الإرهاق، بهزيمته، في خطاب ألقاه بلهجة لا تخلو من عزة النفس أمام مؤيديه في بوسطن، بعد دقائق من اتصاله بالرئيس الأميركي لتهنئته.

وقال رومني أمام الآلاف من مناصريه: "لقد قدمنا كل شيء خلال هذه الحملة" وشكرهم على جهودهم. وأضاف متحدثاً عن أوباما: "إن مؤيديه وفريق حملته يستحقان التهنئة أيضاً. أوجه أطيب تمنياتي لهم جميعاً لكن خصوصاً الرئيس والسيدة الأولى وابنتيهما".

وكذلك توجه بالشكر إلى مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول رايان، مؤكدا أن اختيار رايان "كان أفضل خيار" قام به، مضيفا انه "يصلي من أجل نجاح الرئيس في هذه الأوقات التي تشهد تحديات كبرى لأميركا".

وبعد سنتين من تعايش صعب بين مجلس شيوخ يخضع لهيمنة الديمقراطيين ومجلس نواب ذي غالبية جمهورية، دعا رومني الطرفين إلى العمل معاً. وفي ختام الانتخابات بقي التوازن هو نفسه في مجلسي النواب والشيوخ. وأضاف: "في مثل هذه الأوقات لا يمكننا السماح بالتموضع الحزبي".

ولم يسبق منذ الثلاثينيات أن فاز رئيس أميركي في ظل نسبة بطالة تفوق 7.2 في المئة، كما أن ديمقراطياً واحداً هو بيل كلينتون سبق أن شغل البيت الأبيض لولايتين رئاسيتين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

انتخابات الكونغرس

في موازاة ذلك، احتفظ الديمقراطيون بغالبيتهم في مجلس الشيوخ والجمهوريون بسيطرتهم على مجلس النواب في ختام الانتخابات التشريعية الأميركية التي جرت أمس الأول، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، ما ينذر بإبقاء الوضع على حاله، وبالتالي استمرار المأزق السياسي في الكونغرس.

وفاز الجمهوريون بالغالبية في مجلس النواب، خلال انتخابات منتصف الولاية السابقة في 2010، مع تقدمهم بـ25 نائباً مقارنة بمنافسيهم من أصل 435 مقعدا، وأشارت توقعات محطات التلفزة الأميركية إلى أنهم سيحتفظون بهذه الغالبية.

وأفادت محطتا "فوكس نيوز" و"سي أن أن" بأن الديمقراطيين في طريقهم للاحتفاظ بالغالبية في مجلس الشيوخ.

وفي "ماساتشوستس"، حيث كانت المعركة محتدمة جداً، تمكنت اليزابيث وارين، الأستاذة في جامعة هارفرد، من هزم الجمهوري سكوت براون، والفوز بمقعد مجلس الشيوخ الذي لطالما كان يفوز به أحد أفراد عائلة كينيدي، الديمقراطي تيد الذي توفي في عام 2009.

وعائلة كينيدي الأشهر في الولايات المتحدة ستعود إلى مقاعد الكونغرس الذي تغيبت عنه منذ عام 2010، اثر انتخاب جوزف كينيدي الثالث، حفيد شقيق الرئيس الراحل جون كينيدي، في مجلس النواب.

وفي إنديانا (شمال) انتزع الديمقراطي جو دونلي مقعد المحافظ المقرب من حركة حزب الشاي ريتشارد مردوك، الذي أثار ضجة كبرى عند إعلانه أن الحمل الناجم عن اغتصاب هو "مشيئة الله".

وفي ميسوري (شمال) هُزم أيضاً المحافظ المتشدد تود أكين، الذي فرضته حركة حزب الشاي في الانتخابات التمهيدية الجمهورية، أمام عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية المنتهية ولايتها كلير ماكاسكيل. وكان أثار بلبلة أيضاً تسببت في تراجع نسب التأييد له في استطلاعات الرأي حين أدلى بتصريحات تتحدث عن "الاغتصاب الحقيقي".

إلى ذلك، خسر بول راين الانتخابات كمرشح لمنصب نائب الرئيس، لكنه احتفظ بمقعده كعضو في مجلس النواب، وانتخب الأميركيون أيضاً أمس الأول أول عضوة في مجلس الشيوخ، مثلية الجنس، هي تامي بالدوين عن ولاية ويسكونسن (شمال).

وبحلول نهاية السنة سيكون على الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس الاتفاق على تسوية مسألة "الهاوية المالية" الشائكة التي تثير قلقاً متزايداً.

وتواجه الولايات المتحدة خطر "الهاوية المالية" في حال لم يتوصل الديمقراطيون والجمهوريون إلى اتفاق في الكونغرس بحلول 31 ديسمبر، ما سيؤدي إلى دخول خطة تلقائية من الاقتطاعات في الميزانية والزيادات في الضرائب حيز التنفيذ، بهدف خفض العجز في الميزانية العامة، ما يهدد بتقويض الانتعاش الاقتصادي الهش في القوة الأولى في العالم.

وسيترتب أيضاً على الكونغرس الاتفاق على رفع سقف الدين الذي قد يتم بلوغه بحلول نهاية السنة، لمنع تعثر الولايات المتحدة في تسديد مدفوعاتها.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت في الآونة الأخيرة أنه من المتوقع بلوغ سقف الدين بحلول نهاية ديسمبر المقبل.

(واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

تغريدات النصر

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في تغريدات على صفحته الرسمية على موقع "تويتر"  للتواصل الاجتماعي فوزه، متوجهاً لناخبيه بالقول: "هذا حصل بفضلكم... شكراً".

وعقب أوباما على تغريدته الأولى بثانية قال فيها: "نحن جميعاً معاً، هكذا خضنا الحملة وهذا ما نحن عليه... شكرا، أ.ب"، الحرفان الأولان من اسمه لتأكيد صدورها عنه شخصيا، وفي تغريدة ثالثة كتب الرئيس: "أربع سنوات جديدة"، وأرفقها بصورة له مع زوجته ميشال، في الوقت الذي كانت فيه شبكات التلفزة تعلن فوزه بولاية ثانية.

(واشنطن - أ ف ب)

back to top