● سموه أكد حرص الكويت على دعم اليمن لإخراجه من الأزمة ووجّه المعنيين إلى الدفع بالاستثمارات الممكنة

Ad

● هادي: دفعنا ثمناً باهظاً للحروب ونأمل دعمنا في الانتقال إلى آفاق الأمن والاستقرار

أفضت المباحثات الكويتيةـ اليمنية أمس إلى تأكيد سمو الأمير على دعم اليمن لاحتواء أزمته الراهنة، مع تأكيدٍ ثنائي على زيادة وتيرة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

أجرى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مباحثات رسمية أمس مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.

 وكان سمو الأمير ترأس جلسة المباحثات التي عقدت في قصر بيان مع رئيس الجمهورية اليمنية والوفد الرسمي المرافق، بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك وكبار المسؤولين بالدولة، كما حضر عن الجانب اليمني كبار المسؤولين في الحكومة اليمنية.

وصرح نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح بأن المباحثات تناولت تقوية أواصر العلاقات الأخوية الطيبة بين دولة الكويت والجمهورية اليمنية الشقيقة وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة، وتوسيع أطر التعامل بينهما، بما يخدم مصالحهما المشتركة وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وساد المباحثات جو ودي عكس روح الأخوة التي تتميز بها العلاقات بين البلدين الشقيقين، ورغبتهما المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الصُّعُد.

من جهتها، أشارت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ نت» إلى أنه تم خلال المباحثات «مناقشة التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية، ومسار التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و2051».

وأضافت الوكالة أن الرئيس اليمني «استعرض الخطوات والقرارات والإجراءات التي تمت منذ وقف إطلاق النار وفتح الطرقات، مرورا بتشكيل حكومة الوفاق الوطني والإجراء الديمقراطي الأبرز المتمثل في الانتخابات الرئاسية المبكرة، والتي شكلت العامل الأهم لخروج اليمن من دوامة الأزمة الطاحنة التي نشبت مطلع العام المنصرم 2011، وحتى الوصول إلى مشارف انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيناقش كل الملفات والقضايا العالقة بمشاركة جميع الأطراف السياسية والثقافية والاجتماعية دون أي استثناء.

وأشار هادي، كما نقلت الوكالة، إلى أن الجميع يعول على مخرجات هذا المؤتمر في رسم معالم المستقبل المأمول من اجل مصلحة الشباب والأجيال القادمة، بما يحقق أمن واستقرار ووحدة اليمن على قاعدة الحكم الرشيد وبناء الدولة المدنية الحديثة.

علاقات نموذجية

وتطرق إلى العديد من المواضيع المتصلة بالتنمية والشباب وتوفير فرص العمل للأيدي العاملة. مؤكداً أن العلاقات اليمنية- الكويتية تعتبر نموذجية، «وقد كانت للكويت، ولاتزال، مواقف عظيمة ورائعة، حيث كانت السباقة في تقديم المساعدات لليمن بكل أنواعها منذ قيام الثورة اليمنية، في كافة أرجائه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه».

وأعرب الرئيس اليمني عن تهانيه الحارة وتبريكاته لسمو الأمير والشعب الكويتي بمناسبة مرور خمسين عاماً على المصادقة على دستور البلاد، مشيرا إلى أن الكويت دولة حضارية بكل مقومات العصر الحديث وتجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وقال «إننا في اليمن ومنذ قيام الثورة نواجه تحديات المراحل المختلفة والمنعطفات ونتخطى أزمات متتالية منذ ذلك الحين وحتى اليوم، لقد دفع اليمن ثمنا باهظا خلال الحرب الباردة بين جنوبه وشماله قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة وقيام الجمهورية اليمنية الفتية في 22 من مايو المجيد عام 1990».

وتابع: «نتيجة للماضي الشمولي لم يتحقق الوئام والانسجام بل تولدت أزمات ومماحكات أدت إلى خلق أوضاع قلقة وغير مستقرة دفع فيها أبناء اليمن ثمنا باهظا، ومن جديد ظهرت الكثير من التحديات والعقبات التي زعزعت الاستقرار والسكينة العامة للمجتمع».

واعتبر أن الأزمة التي نشبت مطلع العام المنصرم من اشد الأزمات في تاريخ اليمن المعاصر وأخطرها على أمن واستقرار ووحدة اليمن، وخلقت تداعيات أمنية واقتصادية وسياسية كبيرة ومتعددة الجوانب، متطرقا إلى ما خلفته هذه الأزمة على مختلف الصعد، ومستعرضا الخطوات المطلوب إجراؤها في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة من أجل خروج اليمن إلى آفاق الأمن والاستقرار والوئام والسلام.

دعم ومساندة

وأشارت «سبأ نت» الى ان سمو الأمير اوضح انه يتابع باهتمام كبير مجريات الأمور والأحداث في اليمن منذ نشوب الأزمة مطلع العام الماضي، وأن سموه أكد حرص دولة الكويت على تقديم العون والدعم والمساندة من اجل إخراج اليمن من الأزمة والظروف الصعبة إلى بر الأمان.

ووجه سموه الوزراء المعنيين إلى الدفع بالاستثمارات الممكنة في مختلف المجالات، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أسرع وقت ممكن.

وكان الرئيس اليمني قد وصل الى البلاد صباح امس يرافقه وفد رسمي يضم كلا من وزير الخارجية د. أبو بكر القربي ووزير التخطيط والتعاون الدولي د. محمد السعدي، ووزير المالية صخر عباس الوجيه وكبار المسؤولين بالحكومة اليمنية.

وكان على رأس مستقبلي الرئيس الضيف على ارض المطار سمو الأمير، وسمو ولي العهد، إضافة إلى نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني.

وتشكلت بعثة الشرف المرافقة للرئيس اليمني من الديوان الأميري برئاسة المستشار بالديوان الدكتور عادل الطبطبائي.

وأقام صاحب السمو ظهر أمس مأدبة غداء، في قصر بيان، على شرف الرئيس اليمني والوفد الرسمي المرافق له، بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.