في الجزء الثاني من حديثنا عن المطرب فيصل عبد الله نتوقف عند محطات إبداعيّة في مسيرته الفنية لا سيما ما يتعلق بخوضه مجالي تلحين أغنيات عاطفية ووطنية ودينية والمونولوج.

Ad

على رغم من جمال الألحان التي أبدعها الفنان القدير غنام الديكان للمطرب فيصل عبد الله فإن هذا التعامل الفني الكبير انقطع بينهما في أوائل الثمانينيات، ويعود ذلك إلى اتجاه فيصل عبدالله إلى التلحين لنفسه في معظم أغانيه.

مونولوج «يا دنيا شوفي» أول تجربة تلحين قام بها من كلمات الشاعر الغنائي القدير مبارك الحديبي وغناء المونولوجست أحمد القطامي، ومن ثم لحن لنفسه أغنية «ظلمتك» (1980) من كلمات الشاعر الغنائي ماجد المهنا، وقد سجلها في أستديوهات الإذاعة الموسيقية. ومن الأغنيات التي لحنها فيصل عبد الله في بداياته «عناديه» من كلمات الشاعر محمد عبد اللطيف السعيد ويقول فيها:

عناديه علامج دايمه وياي

عنادي وبقولها يا ملا حشاي

عام 1982 سجل أغنيات من ألحانه ومن كلمات عبد الخضر عباس منها: «يا غصن البان» يقول في مطلعها:

أهلاً أهلاً بغصن البان

اللي تخايل بزوله

مزيون والله وفتان

وغزيله منسوله

«قسمه ونصيب» يقول فيها:

ما حلتلي الدنيا الا يوم شفتك

وارتوت نظرة عيوني يوم عرفتك

أغانٍ عاطفيّة

عام 1972 سجل فيصل عبدالله أغنيتين عاطفيتين من كلمات الشاعر ناشي الحربي: «جيتها وأنا» يقول في مطلعها:

جيتها وانا على نية سفر

ما قدرت اشرح لها حكم القدر

خوفتني دموعها

مثل حبات المطر

واذهلتني عيونها

لونها يشكى الكدر

«أقوى من جرحي»، «الله الله» يقول مطلعها:

الله الله ولي الله

والشكوى لغير الله مذله

اللي بغيناه ما ظن ابد يحصل

واللي زرعناه ورد بدى يذبل

في عامي 1978 و1979 قدم ثلاث أغنيات عاطفية من ألحان المايسترو سعيد البنا: «وحيد» من كلمات الشاعر الراحل عبد الأمير عيسى، «يا بعيد» من كلمات عبدالخضر عباس، «عذاب العاشقين» من ألحان سعيد البنا وكلمات الشاعر الدكتور يعقوب الغنيم، يقول فيها:

صورك عند الخيال

بالملاحة والجمال

وردة من بين الغصون

تسعد القلب الحزين

عام 1980 تعاون فيصل عبد الله مع الملحن عبد الرحمن البعيجان في ثلاث أغنيات عاطفية جميلة هي: «خلني بحالي» من كلمات الشاعر يوسف ناصر «يا غنوتي» من تأليف عبد الخضر عباس، يقول فيها:

عزيزي يا نور عيني وسلوتي

وياكل أحلامي

حبيبتي انت هنائي ودنيتي

وانت الفرح بأيامي

«دنيا غريبه» من كلمات عبدالخضر عباس ويقول فيها:

دنيا غريبه

تجرح ولا تشغي

دنيا غريبه

تجمع ولا تعطي

غنى فيصل من ألحان الفنان سليمان الملا وكلمات عبد الخضر عباس:

بالله لا تظلميني

مقوى عذاب الليالي

بالله لا تجرحيني يكفيني

حيرة بالي

عام 1983 سجل من ألحانه أغنيات من كلمات عبد الخضر عباس من بينها: «ملينا يا صبر»، «عذبوني» يقول فيها:

عذبوني في هواهم وانكروني

واعدوني وغيروا مجرى صفاهم

«كل عام نوره» دينية عن شهر رمضان يقول فيها:

كل عام نوره علينا يهل بسلام

يا شهر خير فيه المحبة وفيه الوئآم

«يا ويلى من الهوى» يقول في مطلعها:

يا ويلى ويلى

من الهوى ويلاه

محبوب قلبي

غير إطباعه

اتجاه آخر

في عامي 1984 و1985 بدأ فيصل عبد الله يقلل من تسجيلاته الغنائية التي يلحنها، وفي عام 1986 سجل أغنيات عاطفية من بينها: «يا ليت قلبي» من تأليف الشاعر الغنائي محمد عبد اللطيف السعيد، يقول في مطلعها:

يا ليت قلبي ينال ما تمناه

واللي تمناه قلبي ما أظنه يحصلي

غزال مفتون وعالي مبناه

هو سلوتي يهدينا وهو ضلي

عام 1987 سجل من ألحانه أغنية دينية من تأليف الشاعر محمد عبد اللطيف السعيد يقول في مطلعها:

باسم الله توكلنا

على درب الرسول سرنا

وفي يثرب تجمعنا

وتطهرنا وصلينا

كذلك سجل من ألحانه أغنية «يا بو السهارى» من تأليف الشاعر الغنائي محمد عبد اللطيف السعيد ويقول في مطلعها:

نوخذه يا بو السهارى

سير المركب وداره

البحر بالموج يغني يطرب قلوب الحيارى

عناصر شابة

غنى فيصل عبد الله: «غالي» من كلمات فايق عبد الجليل وتعتبر من أفضل أعماله الغنائية وحققت له شهرة ونجاحاً، «هونك» من كلمات الشاعر محمد محروس وتعتبر من أبرز الأغاني العاطفية، لحنها الفنان القدير خالد الزايد الذي سجل فيها استخدام الفالص في «الليوه» للمرة الأولى في الأغنية الكويتية.

تعاون عبد الله مع عناصر شبابية من خريجي المعهد العالي للفنون الموسيقية من بينهم: عبدالعزيز الحمدان، ناجي البعيجان، سليمان الملا، سعيد البنا أحد كبار الموسيقيين في الكويت... هؤلاء مع الملحنين والشعراء جعلوا منه صوتاً غنائياً متميزاً في السبعينيات.

حفلات ومسرحيات

شارك فيصل عبد الله في حفلات وطنية واجتماعية ورياضية كانت تقام في المناسبات على أرض الكويت. ففي الفترة من 8 إلى 12 سبتمبر 1972 بدعوة من وزارة الأعلام وبالتعاون مع جمعية الفنانين الكويتيين شارك عبدالله في حفلة لصالح الاتحاد الوطني لطلبة مملكة البحرين مع أعضاء الجمعية من بينهم: الملحن القدير خالد الزايد، المطرب مبارك المعتوق، ضابط الإيقاع الفنان مرجان عبد الله.

عام 1987 غنى من ألحانه ومن كلمات الشاعر فايق عبد الجليل المقدمة الغنائية لمسرحية «تسمح تضحك» من إنتاج «فرقة المسرح الكويتي»، تأليف فارس يواكيم، إخراج عبد الأمير مطر، بطولة: محمد المنيع، الراحلة طيبه الفرج، عبد الله غلوم، انتصار الشراح، شريدة الشريدة، وحيد عبد الصمد.. وقد عرضت في دولة الإمارات العربية وقطر بالإضافة إلى الكويت.

كذلك شارك فيصل عبد الله في حفلات كانت تقيمها جمعية الفنانين الكويتيين لضيوفها أو في المناسبات المتعلقة بأنشطتها الخارجية منها: الحفلات التي أقيمت لصالح المجهود الحربي، حفلات الترويح السياحي، الحفلات التي اقامتها بالتعاون مع جمعيات النفع العام، ومن أبرز تلك المشاركات تلحينه أغنية رياضية خاصة للنادي العربي، بمناسبة فوزه بكأس الأمير، غناها المطرب حبيب فاضل.

أغانٍ وطنيّة

رافقت الأغنية الوطنية مسيرة فيصل عبد الله منذ بداياته في أوائل السبعينيات، كانت الانطلاقة مع الملحن عبد العزيز الحمدان الذي بدأ مشواره الفني من خلال أغنيات وطنية لاعتبارات عديدة منها ظروف عمله كمدرس في وزارة التربية، وقد أثمرت هذه المشاركة أغنيتين وطنيتين في سنة واحدة (1973): الأولى عن دولة قطر كتب كلماتها الشاعر مبارك الحديبي، يقول في مطلعها:

عيشي حره يا قطر

عيشي في عز وفخر

خلو الدنيا تغني

والبعيد يجي يتغنى

الثانية «بلادي الحلوه» من ألحان عبد العزيز الحمدان وكلمات الشاعر سالم ثاني، يقول فيها:

بلادي يا حلوه

يا أرض السلام

يا نغمة يا غنوة

يا أحلى كلام

عام 1986 غنى من ألحانه وكلمات عبد الخضر عباس أغنية وطنية في عنوان «يا كويت المحبين»، يقول فيها:

يا كويت يا دار المحبين

يا دانه وسط البلادين

يا ريحة البحار

في الغوص والأسفار

عام 1987 غنى من ألحانه «عيدنا» من كلمات الشاعر محمد عبد اللطيف السعيد يقول في مطلعها:

عيدنا بانت انواره

أفرحي يا دار وغني

الوطن زاهي بازهاره

والدول كلها تهني

كان آخر إنتاج له في نهاية الثمانينات تقديم مجموعة من الأغنيات منها أغنيتين من كلمات الشاعر محمد عبد اللطيف السعيد: الأولى عن شهر رمضان ويقول فيها:

يا مرحباً بشهر الصيام

شهر العبادة والقيام

قد جاءنا من بعد عام

يا رب أقبل صومنا

الثانية «يا طيور الحب» عن الزواج يقول فيها:

يا طيور الحب غني

هني أهل العروس هني

واللي نال اليوم شريكه

بالحياة أصبح متهني

تعاون فيصل عبد الله مع الملحن ناجي البعيجان في أغنيتين من كلمات الشاعر الراحل عبد الأمير عيسى: «صابر عليك» و{مو صحيح».

أما آخر نشاط غنائي له فكان عام 1995 إذ غنى ثلاث أغنيات من ألحانه: وطنية ودينية من تأليف الشاعر محمد عبد اللطيف السعيد، عاطفية في عنوان «أساير الناس» من تأليف الشاعر صالح الجيران وقد صورها للتلفزيون الكويتي.

من أقواله

● أنا فنان ملتزم بالأغنية الجيدة.

● قبل أن أغني أي قطعة يجب أن اقتنع بها أولاً.

● الفنان الناجح هو الذي يحسن اختيار النص واللحن الجيد.

● المواهب الشابة مطلوب منها تقديم الإنتاج الشعبي الكويتي.

● إذا أحس الفنان بأنه عاجز عن العطاء، عليه أن يعتزل ويترك الساحة الفنية للآخرين.

● الأغنية تحتاج إلى أكثر من وسيلة لانتشارها محلياً وعربياً ويقع على عاتق الوسائل الإعلامية العبء الأكبر لانتشار الأغنية في التلفزيون والاذاعة.

● العمل المسرحي الغنائي خطوة تعتبر في حد ذاتها مطلوبة حالياً، بخاصة أن الفنون في الكويت تتقدم بصورة ملحوظة... والمسرح الغنائي في حد ذاته هو صورة للمسرح الشامل.