على المستهلك الأميركي توقع دخل أدنى وفاتورة طعام ووقود أعلى في 2013
على الرغم من ظهور مؤشرات تدل على تعافي الاقتصاد الأميركي، فإنه لايزال كما يعتقد العديد من الأميركيين يراوح مكانه.
لقد وصلت أنباء اقتصادية جيدة؛ فبعد أن تراجعت معدلات البطالة في الولايات المتحدة إلى ما دون 8 في المئة، ساد لدى المستهلكين شعور بأنهم باتوا في حال أفضل، ومن ثم أنفقوا أموالا أكثر مما توقع معظم الاقتصاديين في شهر سبتمبر المنصرم، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة تصل الى 1.1 في المئة زيادة عن النسبة المسجلة في الشهر الذي سبقه، وذلك وفقاً لبيانات وزارة التجارة الأميركية التي نشرت يوم الثلاثاء الماضي.وعلى الرغم من أن هذا يشير الى امكانية تحسن وضع باعة التجزئة بشكل مؤكد في سنة 2012 الا أنه لا يعني بالضرورة تحقيق قفزة حقيقية في حجم إنفاق المستهلكين، الذي يشكل نحو ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، وذلك للأسباب الثلاثة التالية:
أولاً: ارتفاع أسعار البنزينقد يشير التحسن الجلي في مبيعات محطات البنزين الى أن المستهلكين يشعرون بثقة أفضل ازاء مستقبل الاقتصاد. ولذا أنفقوا بقدر أكبر على المنتجات الباهظة الثمن مثل السيارات وجهاز «آيفون 5 اس»، غير أن هذا التحسن في الانفاق كان أيضاً والى حد كبير بسبب ارتفاع أسعار البنزين. فقد ارتفعت مبيعات محطات البنزين بنسبة 2.5 في المئة مما يعكس السعر الأعلى للوقود، حيث بلغ متوسط أسعار البنزين على مستوى الولايات المتحدة 3.79 دولارات للغالون يوم الثلاثاء الماضي، وهو أعلى من المعدل الوسطي الذي سجل قبل سنة من ذلك وهو 3.45 دولارات للغالون.ويتوقع محللون أن تبدأ الأسعار، وخاصة في ولاية كاليفورنيا حيث ارتفعت الى أكثر من 4 دولارات للغالون بالتراجع الى حد ما بعد أن تستأنف المصافي المتوقفة عملية الانتاج.ويقول كريس كريستوفر، وهو محلل لدى «آي اتش اس غلوبل انسايت» إنه يتوقع أن تنخفض الأسعار الى معدل وسطي يبلغ 3.37 دولارات للغالون بحلول نهاية السنة. ولكن حتى مع الهبوط المتواضع فان ذلك سيعيد الأسعار الى ما كانت عليه قبل سنة مما يشير الى أن الأسعار لن تنخفض بالسرعة التي ارتفعت فيها. وحتى في هذه الحالة ثمة حقيقة وهي أن مصافي البلاد قديمة ومتهالكة ولم يتم بناء أي مصفاة جديدة منذ سنة 1976 وهو ما يعني استمرار تقلب الأسعار. ثانياً: أسعار الغذاء العاليةمالم تكن نباتياً صلباً عليك أن تتوقع إنفاق المزيد في البقالات خلال السنة المقبلة. لقد أصاب القحط والجفاف أكثر من نصف البلاد وهذا يعني أن المستهلك يدفع الآن ما بين 3 في المئة الى 4 في المئة زيادة في قيمة مشترياته الغذائية في السنة المقبلة، وذلك وفقاً لتقديرات وزارة الزراعة الأميركية. ويبلغ المتوسط النموذجي لتضخم أسعار الأسواق المركزية للأغذية حوالي 2.8 في المئة سنوياً، ولذلك فان زيادة تبلغ 3 – 4 في المئة تظل أكثر من عادية. وقد دفع الطقس الجاف أسعار العلف الى صعود ظهر في ارتفاع أسعار الهمبرغر ولحوم الأبقار والخنازير والدجاج. ومن المتوقع أن تشهد أسعار اللحوم بشكل خاص أكبر قفزة لها عند 4 - 5 في المئة في السنة المقبلة، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية. وسوف يدفع هذا الارتفاع الأميركيين الى تناول كمية أقل من اللحوم أو إنفاق كمية أقل من النقود على السلع الاخرى في الأشهر المقبلة.ثالثاً: ارتفاع الضرائبارتفعت الضرائب، كما لو أن الزيادة في أسعار البنزين والطعام ليست كافية، هناك الزيادة. وبغض النظر عن آلية الزيادة في الضريبة، فإن العديد من الأميركيين سوف يلمسون نقصاً في رواتبهم اعتباراً من شهر يناير عندما تنتهي فترة التخفيف الضريبي المؤقت الراهنة. وتعني نهاية فترة الخفض الضريبي الذي يتمتع به نحو 122 مليون عامل أن الأسرة الأميركية النموذجية (التي يبلغ دخلها 50054 دولارا في السنة) سوف ينقص دخلها السنوي نحو 1000 دولار. واذا وضعنا ذلك بطريقة اخرى فانه يعني حوالي 40 دولاراً أقل كل نصف شهر، وهذا مبلغ ضروري من أجل أشياء صغيرة ولكنها ضرورية، مثل ملء خزان البنزين لأسبوع أو دفع فاتورة الكهرباء لشهر.لقد قام الكونغرس في السنوات الأخيرة بتجديد خفض الضرائب، ولكن العديدين يجادلون في أن ذلك كان مكلفاً ولم يقدم ما يكفي لتحفيز خلق الوظائف. ولم يظهر الجمهوريون ولا الديمقراطيون كثيرا من الاهتمام ازاء تجديد الخفض الضريبي ولذلك عليك أن تتوقع دخلا أقل مع فاتورة طعام وبنزين أعلى في السنة المقبلة.*مجلة فورتشن