قرار غلق المحال مبكراً أغضب المصريين

أثار قرار اتخذته الحكومة المصرية بإغلاق المحال التجارية في العاشرة مساءً، يبدأ تطبيقه عقب عيد الأضحى، بهدف توفير الطاقة الكهربائية، غضب الشارع المصري، فبينما رأى التجار أن القرار غير مدروس ويسبب لهم خسائر فادحة نظراً لأن ذروة البيع والشراء تبدأ من الثامنة، اعتبر مواطنون أن القرار يفسح المجال لانتشار جرائم السرقة والبلطجة ليلاً.

نور إبراهيم (صاحب محل لبيع الملابس) عبّر عن استيائه من القرار، وقال: "إذا كان الهدف توفير الكهرباء، فيمكن توفيرها باعتماد الطاقة البديلة، وليس إغلاق المحال الذي سيكبدنا خسائر مادية كبيرة وسيضطرنا للاستغناء عن العمالة الزائدة في الفترة المسائية ما يعني زيادة البطالة".

وبينما وصف علي محمود (بائع متجول) القرار بـ"الفاشل" وقال إنه سيدفع التجار إلى رفع الأسعار لتعويض خسارة الفترة المسائية، قالت منى إبراهيم (ربة منزل) إن القرار سيفتح المجال أمام البلطجية للسرقة والخطف، لأن الشوارع ستصبح خالية من الناس".

في قراءة اقتصادية للقرار أكد رئيس أكاديمية السادات الأسبق د.حمدي عبدالعظيم لـ"الجريدة" أن غلق المحال في العاشرة مساءً يوفر من 3 إلى 5 مليارات جنيه سنوياً في استهلاك الطاقة الكهربائية، ويقلل استهلاك الوقود بنحو مليار جنيه سنوياً، بما يسهم في تخفيض عجز الموازنة العامة للدولة، لكنه في المقابل سيزيد من استهلاك الكهرباء في المنازل نتيجة عودة المواطنين مبكراً، مشيراً إلى أن القرار طُبق قبل سنوات ولم تلتزم به المحال التجارية حيث كانت تغلق أبوابها وتمارس عملها في الداخل.

من جانبه أعلن الاتحاد العام للغرف التجارية في بيان له أن تطبيق ما تم إعلانه بتحديد مواعيد لفتح وغلق المحال يعد مخالفة صريحة للقانون‏، لأن المعني بتنظيم الأسواق وفق القانون هو الاتحاد العام والغرف التجارية بكل محافظة، لذا كان لابد من استشارة الغرف التجارية قبل اتخاذ أي قرار في هذا الشأن.

وقال مدير العلاقات العامة بالغرفة التجارية خالد محمد إن مجلس إدارة الغرفة يرفض القرار وسيعقد اجتماعات لمناقشة سبل التصدي له ومنع تطبيقه، لأنه مرفوض من قبل التجار والمواطنين، كما سيؤدي إلى خسائر كبيرة للاقتصاد المصري.

من جانبه أكد الخبير الأمني اللواء فادي حبشي أن تطبيق القرار سيضيف فترة ذروة جديدة في العاشرة مساءً نتيجة غلق المحال كلها في توقيت واحد، ما سيؤدي إلى حدوث اختناق مروري، وكذا زيادة جرائم السرقة في الشوارع الخاوية وفي أماكن تكدس المواطنين بالحافلات العامة ومترو الأنفاق.