عندما أطلق الفنان والمخرج الروسي الكبير "ستان سلافسكي" عبارته الشهيرة "أعطني مسرحا أعطك شعبا مثقفا"، كان يدعو السلطة إلى استثمار جميع الإمكانات لبناء عقلية الفرد وخلق مجتمع يمتلك ثقافة عامة في مختلف المجالات، وبالتالي بناء أمة محصنة ثقافيا.

Ad

وهنا في الكويت، انكمش المسرح الحقيقي وتحولت المسرحيات إلى فكاهة ركيكة بالية تهدف إلى سرقة بعض الدنانير من جيب المواطن بطريقة قانونية. من جهة أخرى، نرى أن الكثير من الأصدقاء يصطحبون أبناءهم إلى معرض الكتاب لتمضية الوقت لا أكثر ويختتمون رحلتهم عند بائع الذرة الجالس عند بوابة أرض المعارض!

لقد شبعنا ضحكاً واعتدنا على سياسات "المنع" التي "تقننها" الحكومات العربية، فهي تغمض أعين الإعلام الرسمي عن الأحداث متناسية وجود مئات الفضائيات المتربصة! وتمنع الكتب فنحصل عليها بنسخ إلكترونية!

في الكويت تحديداً، وبعد التصديق على دستور 1962، كانت المعارضة الوطنية هي الشوكة في بلعوم الحكومات السابقة، حيث قاتلت دفاعا عن حرية الاعتقاد والرأي والتعبير كما آمنت إيمانا مطلقا بضرورة تفعيل المواد 35 و36 و37 من الدستور.

أما اليوم، فقد أصبحت المعارضة "سلطوية" أكثر من السلطة وحكومية أكثر من الحكومة في مجال قمع الحريات، فلم أر معارضة تكبل نفسها بنفسها كما هو الحاصل عندنا!

إنها المعارضة نفسها التي طالبت بمنع الكتب، وهي التي طالبت بمنع "أبوزيد" و"الفالي" من دخول الكويت، وهي نفسها التي طالبت بمنع "ملتقى النهضة" من الانعقاد، وهي نفسها التي "حذفت" مايكروفون "العربية"- التي أختلف شخصيا مع طرحها اختلافاً أزلياً- بالأمس من على منصة ساحة الإرادة!

اعلموا أن الدستور بمواده الـ183 كلٌّ لا يجزّأ، واعلموا أن تكميم الأفواه لا يقطع الألسن، واعلموا أنكم بأفعالكم الغبية هذه "تشرعنون" القمع!

إن المشكلة ليست بالمايكروفون ولا المتحدث، المشكلة الحقيقية تكمن في "شعب" لا يطرب إلا لمن يعشق، ومجموعة "أجرت" عقلها بالباطن فأصبحت سجينة للرأي الأحادي سواء في الإرادة أو غيرها من الساحات!

خربشة:

إذا أصبح المرشح "نبيل الفضل" رئيس السن في المجلس القادم، حتما سأحرص على حضور الجلسة الافتتاحية.