كان لي شرف زيارة المملكة الأردنية الهاشمية لأول مرة في حياتي منذ أسبوع، للأمانة كنت متخوفة ولكن متحمسة أيضاً لهذه الزيارة، فعقب تصريحات النائب مسلم البراك كنت بالفعل أخاف من كوني كويتية في بلد شتمه النائب السابق، وهو على فكرة تصرُّف غير حكيم تسبب في إلحاق الأذى ببعض الكويتيين هناك.

Ad

تصريح البراك لم يضر شخص البراك، وهذا أكثر ما أزعجني، فقد أضر بزوار الأردن من الكويتيين وأضر بالطلبة هناك، بينما هو يتبختر في الشوارع ليهيج الشارع الكويتي تجاه شعب شقيق، ووصلت به عدم المبالاة إلى درجة أنه لم يخف على مصير الكويتيين في الأردن وسلامتهم.

أستنكر ما قاله من سب وشتيمة للأردن ولا أسمح به، ولكن بالنسبة لأي شعب فإن كل شخصية كويتية تمثل الكويتيين عامة وتلك هي المصيبة الكبرى، فحين يشتم الكويت شخص من جنسية معينة، تلقائياً تجد الشعب كافة يكره ذلك البلد وشعبه.

كنت هناك في دورة مدتها أيام، وهي دورة مخصصة للكتابة، تم استقبالنا بكل مودة من قبل المدير العام لمملكة المعرفة الأستاذ محمد شجاعية، الذي لم يتوانَ لحظة في توفير أي مساعدة أو خدمة لنا، تعامل معنا بكرم أردني أخجلنا، متجاهلاً ما سمعه عن الأردن، وتعامل معنا بكثير من الرقي، فضلاً عن أستاذ الدورة شريف الحموي الذي كان بنكاً متنقلاً من المعلومات، وعقلية فذة تشرفت أني استفدت الكثير منها.

وقعت بحب هذا البلد المحتضن لكل بائس عربي، من لاجئ سوري، إلى فلسطيني، إلى عراقي، الأردن بلد بحجمه الصغير كان الحضن لكل عربي تعرضت بلاده، لحروب وكوارث واحتلال.

لا يستحق سوى التقدير، وتلك التصريحات التي قالها البراك بالفعل جعلتني أعاني الأمرَّين، أخجلتني وأنا أراهم يعاملوننا بكل احترام ومودة، وجعلتني أخاف لأول مرة أن أقول إنني كويتية وأنا في بلد عربي شقيق بسبب تصرف غير مسؤول قام هو به، لنتحمل نحن تبعاته.

ورغم كل ذلك لن أنسى كيف احتضنتنا أرض النشامى بالكرم والعلم وكثير من الود، لن أنسى زيارتي الأولى للأردن، ولن أنسى الضرر الذي ألحقه البراك بغيري.

"قفلة":

"قاطع" أو "شارك" في الانتخابات، لك حرية الاختيار، ولكن لا تخوِّن أو تشكك في وطنية الآخر، ولا تجعل من رأيك سبباً في المشاحنات والعداوات، تعلم كيف تحترم الآخر حتى إن لم تتفق معه.