الإسبان يهاجرون من بلدهم بسبب تفاقم الأزمة المالية
تفيد الأرقام الرسمية بأن 117 ألف إسباني غادروا البلاد خلال السنتين الأخيرتين، في معاودة الهجرة التي شهدتها البلاد خلال فترة دكتاتورية فرانكو (1939-1975)، وفي 2011 أصبح عدد المهاجرين الراحلين من إسبانيا أكبر من القادمين إليها.
خلال سنوات الألفين تحولت اسبانيا بفضل انتعاش القطاع العقاري الى فردوس للمهاجرين لكنها اليوم بعد أن تأزم ذلك القطاع في 2008 والأزمة الاقتصادية، انقلبت الآية فأصبح الإسبان هم الذين يسلكون طريق الهجرة.وقد كان المهاجرون ومعظمهم من البلدان التي كانت تحتلها إسبانيا سابقا في أميركا اللاتينية، أول من فقدوا عملهم وعادوا الى بلدانهم التي اصبحت اليوم تنعم بنمو كبير.
وتلاهم الإسبان من ذوي الكفاءات بسبب البطالة التي تطال عاملا من اصل أربعة وشابا تقل عمره عن 24 سنة من اصل اثنين، فتوجهوا الى البلدان الأوروبية وكذلك الى البرازيل وفنزويلا.ومن بين هؤلاء المهاجرين مرثيديس مارتين (29 سنة) التي سترحل في يناير الى البرازيل على أمل تطوير شركتها للتسويق على الانترنت بدلا من البقاء في اسبانيا والبحث عن زبائن غير محتملين.وقالت مرثيديس التي سبق وقامت بزيارات استعداد لذلك البلد «انه امر صعب، لان الشركات هنا لا تستثمر. انها تخاف وتقتصد كثيرا في النفقات، وفي البرازيل اظن ان هناك فرصا اكثر».وفي إشارة الى الحاجات الناجمة عن تحضيرات ذلك البلد لاحتضان كأس العالم لكرة القدم في 2014 والألعاب الاولمبية في 2016، مضيفة أن هناك العديد من فرص العمل، وهناك فرص للاشخاص المؤهلين.كذلك تستعد كاترين ارنانديث (37 سنة) المولودة في فنزويلا والتي تقيم منذ 12 سنة في جزر الكناري مع والديها المتحدرين من تلك الجزر الاسبانية، الى مغادرة عائلتها في لاس بالماس للعودة الى فنزويلا حيث يتوقع ان يبلغ النمو 5 في المئة خلال 2012.وقالت كاترين «انا عاطلة عن العمل» في الكاناري حيث بلغت نسبة البطالة 33 في المئة و»في فنزويلا هناك نمو والكثير من فرص العمل وهي متنوعة». وأضافت أن من سخرية القدر انه «خلال انتعاش القطاع العقاري في العقد الاخير كان الناس القادمون من اميركا اللاتينية يقابلون باستياء (...) كانوا يظنون ان الفقراء يأخذون عمل الإسبان والان اصبح الذين كانوا يشوهون سمعتهم، في الوضع نفسه تعين عليهم الرحيل».وتفيد الأرقام الرسمية بأن 117 الف اسباني غادروا البلاد خلال السنتين الاخيرتين، في معاودة الهجرة التي شهدتها البلاد خلال فترة دكتاتورية فرانكو (1939-1975)، وفي 2011 اصبح عدد المهاجرين الراحلين من اسبانيا اكبر من القادمين اليها.ومما يدل على ذلك مدارس اللغة التي باتت مكتظة مثل معهد غوته الثقافي الالماني في مدريد الذي ارتفع عدد طلابه بخمسين في المئة خلال سنتين.وأكد مديره مانفريد ايفل ان «منذ فبراير 2011 سجلنا عددا كبيرا من الطلاب، حوالي 25 في المئة من طلابنا مهندسون واطباء ومعلوماتيون يبحثون عن عمل ومستقبل في المانيا».من جانبه رحل خايمي مورا فرنانديث (21 سنة) وهو رسام صناعي «اثر نزوة شخصية» الى انكلترا بحثا عن حظه.وقال «اشتريت تذكرتي الثلاثاء ورحلت الاثنين التالي» الى ليفربول لان «فقط الاسم كان يعجبني».واوضح في اتصال هاتفي «خلال اسبوع كنت على ما يرام لكنني عندما وصلت الى هناك وجدت نفسي وحدي وكان ذلك صعبا».(أ ف ب)