تعرب بطلة «سبوبة» )أول بطولة مطلقة لها في السينما( راندا البحيري عن خيبة املها للتأجيل المتكرر للفيلم، إذ كان مقرراً عرضه في 19 ديسمبر ثم تأجل إلى آخر الشهر الجاري بسبب عدم الاستقرار الذي تمرّ به البلاد، مؤكدة أن الله وحده يعلم موعد عرض الفيلم الحقيقي.

Ad

تلاحظ البحيري أنه منذ ثورة يناير تشهد السينما تراجعاً أثر سلباً عليها، مبدية أسفها على الأعمال الجيدة التي عرضت ولم تحقق الإيرادات المرجوّة منها رغم مستواها الفني العالي مقارنة بفترة ما قبل ثورة يناير، على حد تعبيرها.

موسم منتصف العام

لم تقرر الفنانة إسعاد يونس (صاحبة «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع») ما إذا كانت شركتها ستشترك في موسم منتصف العام السينمائي، نظراً إلى ظروف البلد السياسية، ولأنها لا تجد الوقت مناسباً لوضع خطة لموسم منتصف العام، في ظل تزايد شهداء الثورة المصرية، وحالة الحداد التي تعيشها مصر على أبنائها.

تترحّم يونس على موسم منتصف العام الذي كان أحد أفضل مواسم السنة، موضحة أن ما يهمها الآن أن يعود الشعب المصري إلى سابق عهده، لافتة إلى ضرورة إيجاد حلول في أقرب وقت لإنقاذ الموقف.

 يبدي الموزع محمد حسن رمزي بدوره قلقه حيال الركود الذي يسيطر على شباك تذاكر السينما المصرية بسبب الوضع السياسي الراهن الذي ينبئ بانفجار شعبي، مشيراً إلى أن كثافة التظاهرات التي تشهدها مصر سواء من جانب المؤيدين لقرارات الرئيس مرسي والمعارضين لها أدّت إلى تذبذب شباك التذاكر.

يضيف رمزي أن عرض فيلم «لمح البصر» كان بمثابة بالون اختبار أثبت فشل هذا الموسم نظراً إلى الإيرادات الضعيفة التي حققها، موضحاً أن صانعي السينما سيعانون في الفترة المقبلة من ضعف الإيرادات، مع أنهم كانوا يتمنون أن يسير موسم منتصف العام على درب موسم عيد الأضحى الذي حقق نسبة مشاهدة عالية، ودخلاً كبيراً لمنتجي الأفلام بعد ركود طويل.

لا مواعيد للعرض

يؤكد الكاتب سامح أبو الغار مؤلف فيلم «كريسماس» أن صانعيه لم يحددوا موعداً نهائياً لعرضه «بفعل الأحداث المتلاحقة التي نفاجأ بها كل لحظة بعد اضطراب الشارع المصري عقب الإعلان الدستوري والاستفتاء على مسودة الدستور الجديد»، مشيراً إلى أنه كان يفترض أن يعرض «كريسماس» خلال موسم منتصف العام.

يضيف أبو الغار: «لا مجال للمواطن المصري في أن يدخل السينما ليشاهد فيلماً، فهو إما يشارك في التظاهرات سواء المعارضة أو المؤيدة أو يسرع إلى بيته ليتابع الأحداث السياسية عبر القنوات الفضائية وبرامج الـ «توك شو» التي لا تنتهي ويستمر عرض البرنامج الواحد حوالى أربع  ساعات».

ويرى المخرج حسني صالح من جهته أن الامتناع عن طرح الأفلام ليس هو الحل، مؤكداً أنه سيطرح فيلمه الجديد «ترللي» منتصف يناير المقبل، داعياً المبدعين إلى الانخراط في عملهم وعدم التوقف أمام الأحداث الجارية «فلو توقفنا عند كل مشكلة سياسية ستتوقف السينما تماماً»، حسب تعبيره.  

يوضح أن شباك تذاكر السينما يختلف عن جماهيرية المسلسلات، ذلك أن رواد السينما يقطعون تذاكر ويدخلون إلى  دور العرض ليستمتعوا بالعمل المقدم إليهم، أما مشاهد المسلسلات فيجلس في منزله أو في عمله ويتابع الأعمال الدرامية من دون عناء، «هذا أحد أسباب تأثر السينما بالأحداث السياسية والاقتصادية»، على حد قوله.

أما الناقد السينمائي نادر عدلي فيتوقع أن تنصلح حال السينما في مصر مهما كانت الأحوال السياسية، لأن المواطن المصري يعشق الفن عموماً والسينما خصوصاً، ولأن الوضع السياسي في مصر لا يمكن أن يستمرّ أكثر من شهر بهذه الطريقة، فقد أصبحت حالة المواطنين الاقتصادية في الحضيض جراء الأحداث المتلاحقة.

يضيف: «كثيراً ما مررنا بهذه الظروف، مع ذلك لم تغلق دور العرض السينمائي أبوابها، لا سيما أن الشباب اعتادوا مشاهدة الأفلام والعروض السينمائية المختلفة، ويحتلّ الفن المركز الأول في التكوين النفسي والداخلي للمصريين واهتماماتهم، ما يجعلنا نطمئن إلى مستقبل البلد الذي سيصمد أمام محاولات تكفيره أو إدخاله الأنفاق المظلمة والعودة به إلى عصور الجهل».

يطالب عدلي السينمائيين بالاستمرار في عملهم مؤكداً أن «الفن مفتاح سحري لحلّ الأزمة التي نحن في صددها، علاوة عن أنه في ظل الخراب الذي يحاصر البلاد لا مجال لمزيد من الخسائر، ووقف الأنشطة ليس حلاً، بل علينا العمل بكامل طاقتنا وعدم التنازل عن فننا، خصوصاً أن التيارات الظلامية تريد أن نتوقف عن تقديم الفنون المختلفة التي تخشاها».