ماذا فعلنا نحن من دول ومنظمات عربية وإسلامية بشكل خاص للشعب السوري الأعزل المسكين الذي يطالب بحقه الطبيعي في اختيار النظام الذي يمثله؟!

Ad

لاشيء، لم نفعل له شيئاً، تركناه في الساحة وحيداً يواجه نظاماً ضارياً لا يعرف الرحمة، كل ما فعلناه بعض الجمل الإنشائية والكلام المعسول المغلف بالوعود والتمنيات الطيبة ودمتم، بعض الدول القليلة جداً (كالمملكة العربية السعودية وقطر) وقفت بحق ضد المنظومة القمعية الإيرانية، الروسية، السورية في المنطقة، وأيدت الشعب المغلوب على تقرير مصيره واختيار نظامه وعملت ما بوسعها لدفع العالم للوقوف بوجه الطغيان ونصرة الشعب السوري.

لكن معاناة السوريين ما زالت تزداد يوماً وراء آخر، والعجيب أن منظمة كبيرة كمنظمة التعاون الإسلامي دورها مغيب تماماً- وكعادتها في كثير من قضايا المسلمين- وكأنها غير موجودة، لا أحد من أعضائها الميامين انبرى يوماً وكلف خاطره ليعقد اجتماعاً أو مؤتمراً ليجاهر برأيه الصريح الواضح حول شعب مسلم وقع تحت ظلم شديد ومؤامرة طائفية واسعة.

وإذا كان دور هذه المؤسسة الإسلامية العالمية لا يتعدى أطر بعض النشاطات الشكلية والإجراءات البروتوكولية فقط "لذر الرماد في العيون"، ولا يتصل بحياة المسلمين لا من قريب ولا بعيد، ووجودها كعدمها، فمن المستحسن أن تبدل بأخرى أكثر صدقاً وتفاعلاً مع الواقع الاسلامي!

أما بالنسبة إلى الجامعة العربية فحكايتها حكاية، لم نر لها موقفاً حاسماً في كل المسائل القومية للأمة العربية على مر التاريخ، تحاول جاهدة أن تمسك العصا من الوسط، وتبحث دائماً عن أنصاف حلول، تساوي بين الظالم والمظلوم "كما تفعل في سورية"، وكما فعلت مع نظام صدام من قبل، وإذا ما لزم الأمر وأجبرت على موقف معين فعلى مضض ومن خلال قرارات أممية أو صادرة من إحدى الدول الكبرى.

هكذا هي حال الشعوب الإسلامية والعربية مع منظمات ومؤتمرات تأسست- كما يفترض بها- لخدمة قضاياها المصيرية وهي ليست كذلك، ونظل نرزح تحت ظلم أنظمتنا القمعية بانتظار قرار أممي ينصفنا، إلى أن تكون لنا مؤسسات فاعلة تستطيع أن تضطلع بواجباتها العربية والإسلامية كما ينبغي، وبما يتناسب مع تطلعات شعوبنا.

* كاتب عراقي