سامح الله من قال إن العرب تجمعهم لغة واحدة. سحقاً لأمه، كيف ذا ونحن في الكويت لا يفهم بعضنا حديث بعض! للسلطة لغتها الخاصة بها، لا يفهمها إلا أنصارها ومحبو عطاياها وقوافل مساعداتها، وللمعارضة لغتها الخاصة، وهي لغة يستخدمها السكان ممن لم يجروا عمليات "إزالة المرارة".
وسقى الله أحمد مطر، الشاعر العراقي الثائر، الذي سخر من اجتماعات القمم العربية وشخر، وكتب واحدة من أجمل القصائد عن طريقة الحوار ونوعيته:"مر (شعواط) الأصمبالفتى( ساهي) الأصمقال ساهي: كيف أحوالك... عم؟قال شعواطُ: إلى سوق الغنم.قال ساهي: نحمد الله ... بخيرٍ.قال شعواط: أنا شغلي الغنم.قال ساهي: رضة في الركبة اليمنىوكسرٌ عرضيٌ في القدم.قال شعواط: نعم... أقبل الشغلفلا عيب بتحميل الفحم.قال ساهي: نشكر الله... لقد زال الألم.قال شعواطُ: بودّي... إنما شغلي أهم؟ لمَ لا تأتي معي أنت إلى سوق الغنم؟قال ساهي: في أمان الله... عمي،إنني ماضٍ إلى سوق الغنم.الحوارات لديناهكذا تبدأ دوماً... وبهذا تختتم.اسمها الأصلي "شعواطُ وساهي"واسمها المعروف رسمياً "قمم".انتهت قصيدة أحمد مطر، ولم تنتهِ مآسينا. وإذا كان شعواط وساهي تقابلا وتحدثا، فإن السلطة والمعارضة الشعبية في الكويت لا أمل في لقائهما، لاختلاف اللغات، إلا باستخدام الإشارة أو الهراوة.
أخر كلام
آمال: حوارٌ بلغتين...
25-09-2012