هذا ما يريدونه بالضبط!
![حمد نايف العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461947116815412800/1461947124000/1280x960.jpg)
واليوم، يتكرر المشهد ذاته، غضب عارم في الاتجاه الخاطئ، المسلمون الغاضبون يتوجهون نحو السفارة الأميركية ليقتلوا السفير الأميركي وثلاثة من معاونيه في ليبيا، ثم يهاجمون في مصر رجال الأمن المصريين حول السفارة الأميركية ليقتلوا اثنين منهم ويصيبوا 12، ولو ترك الأمر لهؤلاء الغاضبين لقتلوا كل السفراء الأميركيين ودمروا كل المصالح الأميركية في العالم، وكأنما الفيلم من تأليف أوباما وإخراج هيلاري كلينتون! لكن الحقيقة المرة هي أن ثلاثة من صناع الفيلم هم عرب مصريون يعيشون في أميركا الأول كاتب "موريس صادق" والثاني مخرج "نيقولا باسيلي نيقولا" والثالث منتج "جوزيف عبد المسيح"، ولا أحسب أحداً أسعد منهم الآن، ففيلمهم- الذي لرداءة تصويره يبدو وكأنه قد صور بكاميرا هاتف جوال- سيدخل إلى جيوبهم ملايين الدولارات بعد المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة!مبروك و"نستاهل" أكثر، فنحن شعوب لا تتعلم أبداً، ولن يكون هذا "الثلاثي المرح" هو الأخير في هذه السلسلة، إذ سيأتي من بعدهم من يرغب في استغلال سذاجة انفعالاتنا لينال الشهرة والملايين بأبخس ثمن! "موريس" كاتب مقدمة الفيلم قال في مقابلة تلفزيونية حديثة إن الرسول هو مسؤول عن مقتل الأقباط المصريين في "حادث ماسبيرو" لأن حديثاً نبوياً يقول "أُمرت أن أقاتل الناس جميعاً"! وأن "فيلمه يعبر عن حياة الرسول "الحقيقية" ومأخوذ بالكامل من القرآن والأحاديث"! ثم يتساءل: "لماذا لا نأخذ الفيلم كمناقشة عادية لحياة رسول الإسلام؟!... يا سلاااام... هل رأيتم وقاحة وصفاقة مثل هذه؟!أمثال هذا الموريس ورفقائه ومن قبلهم سلمان رشدي لن يتوقفوا عن إساءاتهم وسيستمرون فيها معتمدين على ردود أفعالنا الساذجة التي تذهب دوماً في الاتجاه الخاطئ، فنحن نصب جام غضبنا على الحكومات دون أن نتحرك قضائياً- كما يفعل اليهود- لنأخذ حقنا من هؤلاء الذين سيبيعون ما وراءهم ودونهم ليسددوا التعويضات المالية الباهظة ويكونوا عبرة لمن يعتبر، كما أن تعاملنا مع مقاطع كهذه منشورة على موقع اليوتيوب يجب أن يكون العمل على شطبها بدل المساهمة في انتشارها!وقبل هذا وذاك، على المسلمين أن يقوموا بتنظيم حملة لجمع المال من أجل صنع فيلم عالمي يبين للعالم حقيقة الشخصية المحمدية، ولو أن كل مسلم تبرع بدولار واحد لجمعوا مليار دولار تكفي لإنتاج عشرة أفلام بدل الفيلم الواحد، لكننا أقوام لا نجيد سوى الهتافات الغاضبة "إلا رسول الله" دون أن ننصره النصرة الحقيقية والمستحقة... وهذا ما يريدونه منّا بالضبط!