عصر الوصاية
ليس بغريب أن تمنع السلطات الكويتية كاتبة من دخول الكويت وكتبها تعرض في معرض الكتاب الكويتي، بل إن لم تفعل فإن هذا يكون هو الغريب بحد ذاته!دائماً ما تكون الكويت متفردة حتى في سلبيتها تكون مختلفة، فبدرية البشر لم تخطئ إنما الخطأ وقع فيه كل مَن آمن بالمؤسسات ودورها، معتقداً أنها تملك حريتها الكاملة في قراراتها.
الجزء الأمر والأدهر في قرار منع الكاتبة بدرية البشر أنه يبين تراكمات كثيرة أكل عليها الدهر وشرب من التخبّط في إصدار قرارات متسرعة من مسؤولين لم يحاسبوا على أي خطأ ارتكبوه. فقرار منع الكاتبة بدرية البشر هو استكمال منطقي لكل هذه الممارسات الخاطئة والمعادية لحرية الفكر والاعتقاد في زمن يفترض ألا يحجر فيه على رأي أحد.تعتقد السلطات أنها بهذا القرار أسهمت في حجب أفكار بدرية البشر -إن كانوا يعلمون ما هو فكرها في الأصل- لكنها في حقيقة الأمر زادوا من وهجها وتداول كتاباتها بين محبيها، ومن لم يكن يعرف بدرية البشر قبل هذا القرار أصبح يعرفها اليوم ويقرأ ما كتبت ليحكم هو... ليتعرف مَن كان منهم على حق!ويعكس هذا القرار وتداعياته ضيق الأفق لدى أصحاب القرار، وحسناً فعلت الدكتورة بدرية البشر بمقاضاتها وزارة الداخلية لتبين للناس السبب الذي منعها من دخول الكويت... "ويا شماتة أبلة ظاظا فيّا"!