حقناً لدماء الكويتيين!

نشر في 30-10-2012
آخر تحديث 30-10-2012 | 00:01
إن مقدمة الحل، في رأيي، تكمن في حقيقة واحدة يدركها الجميع، وهي أن الانتخابات القادمة ستفشل سياسياً وبشكل ذريع سواء من حيث المشاركة المتواضعة والأرقام الهزيلة التي ستأتي بمرشحين غالبهم الأعم من لون سياسي واحد، وغياب مفهوم تمثيل الأمة، ولن يكون المشهد السياسي في قاعة عبدالله السالم إنما من خارجه، ومع ذلك لن يخلو مجلس الأمة من صراعات جديدة.
 د. حسن عبدالله جوهر   لم يبق سوى رفع شعار "حقناً لدماء الكويتيين" لعله يكون رادعاً من الوقوع في منزلق خطير ستكون جراحاته تنزف وهي تقودنا إلى مستقبل مجهول.

وبالتأكيد فإن مفتاح الحل لهذا التدهور ليس بيد تلك المجاميع الخفية خلف أجهزة الكمبيوتر والآيفون التي لا تتورع عن التحريض المستمر وسكب الزيت على النار، ولن يأتي من بعض الشخصيات السخيفة التي تحولت إلى نجوم شباك في القنوات الفضائية ممن لا تخجل من تكرار حملة التعبئة العاطفية والتمسك بالخطاب الاستفزازي المليء بلغة هابطة من الشتم والسباب، وهذا التقييم لا يخص مجموعة دون أخرى ولا تياراً بذاته، إنما تحولت الثقافة السياسية عندنا إلى هذا المنحدر، وانطلاقاً من هذا المسار فلا يستبعد أن يكون البعض بالفعل تواقاً إلى مشاهدة دماء الكويتيين تسيل، وإن لم يكن ذلك بدافع الحقد، ولكن من المؤكد لكي يثبت أنه كان على حق وأنه تنبأ بذلك!

وخلال الفترة الأخيرة، ومن واقع مشاعر الكويتيين، بغض النظر عن ميولهم السياسية الحالية، فإن الجميع يشترك في الإحساس بالقلق والخوف من سقوط ضحايا، وعندئذ تكون الكارثة ونقطة اللاعودة.

ولهذا فإن مفتاح الحل يجب أن يكون بيد العقلاء من رجالات مخلصين لمنع زجاج المشهد السياسي من أن ينكسر، فلا تخلو أي مشكلات سياسية من حلول وعلاجات، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى تضحية وإيثار من كل الأطراف.

وفي رأيي فإن مقدمة الحل تكمن في حقيقة واحدة يدركها الجميع، وهي أن الانتخابات القادمة ستفشل سياسياً وبشكل ذريع سواء من حيث المشاركة المتواضعة والأرقام الهزيلة التي ستأتي بمرشحين غالبهم الأعم من لون سياسي واحد، وغياب مفهوم تمثيل الأمة، ولن يكون المشهد السياسي في قاعة عبدالله السالم إنما من خارجه، ومع ذلك لن يخلو مجلس الأمة من صراعات جديدة، ولعل في مقدمتها إزاحة رئيس الوزراء إن كان هو جابر المبارك، مع محاولات لاستظهار شخصيات سياسية لتنال موقعها في المجتمع.

ومثل هذه الحقائق يجب أن تنقل بكل وضوح وموضوعية للقيادية السياسية، وفي مقدمتها سمو الأمير ومن أطراف مختلفة، وإن كان بعضها يمثل اليوم طليعة الجبهة المتصدية للمعارضة فقط، ومن باب الأمانة والنصيحة النصوح فحسب.

وفي الجانب الآخر لا بد من بذل الكثير من المساعي لتهدئة الشارع لا سيما الحراك الشبابي المتحمس؛ حماية لهم من التحريض ضدهم وتشجيع قوات الأمن على ضربهم، فقد نجحوا في إيصال الرسالة سواء من حيث المضمون أو من حيث الحشد العددي، وقد تكون المرحلة القادمة هي بدايات الانتقام منهم!

back to top