أعمال البيئة الشامية... فسحة من ماضٍ ليته يعود

نشر في 01-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 01-11-2012 | 00:01
No Image Caption
ما الذي يدفع المخرجين السوريين والمنتجين إلى التركيز على مسلسلات البيئة الشامية في شهر رمضان 2013؟ يعزو البعض السبب إلى حماسة الجمهور لها لأنها تلقي الضوء على الحارات الدمشقية في حقبة تاريخية معينة، بينما يرى البعض الآخر أن تصويرها يمكن أن يتمّ في أستوديوهات خاصّة، فلا تتأثر بالتالي بالأحداث على الأرض ويمكن إنهاء التصوير من دون تأخير.
تشارك الفنانة السورية سلمى المصري في مسلسل «مختار حارتنا» الذي يتناول عادات وتقاليد شامية، وتجسّد فيه شخصية سيدة مهمة في الحارة ترتبط بأكثر من شخصية، وتدور حولها خيوط تضفي إثارة على الأحداث. المسلسل من تأليف مروان قاووق، إخراج فادي سليم.

تؤكد سلمى المصري في حديث إلى أحد المواقع الإلكترونية أن مشاركتها في مسلسل من البيئة الشامية، جاءت عن قناعة كونها تخرج الدراما من القوقعة التي سجنت فيها في السنوات السابقة، مضيفة أن فكرة مسلسل «مختار حارتنا»  مؤاتية لتطوير هذا النوع من الدراما التراثية، بالتالي لا يجوز لأي فنان لم يعمل فيها أن يزدريها، بل عليه أن يضع تصوراته وملاحظاته عليها للنهوض بها، وهي دراما أثبتت حضورها لدى الجمهور.

نمط غير تقليدي

تستعدّ الفنانة السورية سلاف فواخرجي لخوض أولى تجاربها في مسلسلات البيئة الشامية من خلال مشاركتها في بطولة «ياسمين عتيق»، ذلك بعدما كان لها موقف رافض لهذا النوع من المسلسلات، وتشير في حديث لها إلى أن مشاركتها تندرج بهدف البحث عن التجديد والاختلاف والتميز، وهذا ما وجدته في نص هذا المسلسل، باعتباره يقدّم أكثر من نموذج للمرأة الدمشقية، بعيداً عن النمط التقليدي الذي يتكرر في المسلسلات الشامية، بالإضافة إلى ابتعاده عن اللهجة المقعّرة أو الثقيلة، وتبدو الشخصيات فيه حقيقيةً من لحم ودم، حسب تعبيرها.

المسلسل من كتابة رضوان شبلي، إخراج المثنى صبح، وإنتاج شركة «سورية الدولية للإنتاج الفني».

شاركت الممثلة وفاء موصللي في مسلسل «باب الحارة» وعرفت بشخصية فريال، كذلك شاركت في غيره من مسلسلات، إلا أنها لا تعتبر نفسها خبيرة في مسلسلات البيئة الشامية، كونها ليست سهلة وتتطلّب كل شخصية روحاً وشكلا محددين، مشيرة في الوقت عينه إلى أنه أصبح لديها مخزون بيئي جيد، تقول: «بصراحة لم أسكن في بيت عربي شامي، إنما كنت أزور في  طفولتي منزل جدتي الموجود في أحد أحياء دمشق القديمة، لذا عندما يُعرض علي دور بيئة شامية أنصرف إلى دراسة الشخصية الشامية كأي شخصية أخرى، وأطالع كتب التراث}.

تضيف أنها تحرص على تقديم شخصية خاصة في كل دور تؤديه، سواء كان ذلك في أعمال البيئة الشامية التي اشتهرت بتقديمها، أو من خلال أدوارها في الأعمال الاجتماعية المعاصرة.

تضيف: «قد تتشابه العادات والتقاليد والمحيط الاجتماعي في هذا النوع من المسلسلات ما قد يؤدي إلى التكرار، لكن مهمة الفنان المتميز تكمن في اختراع سمات خاصة للشخصية التي يجسدها بالقدر الذي يسمح به النص.

كلفة عالية

يوضح المخرج أحمد ابراهيم الأحمد أن كلفة إنتاج مسلسلات البيئة الشامية عالية قياساً بباقي الأعمال، وربما تزيد وتقارب كلفة الأعمال التاريخية الضخمة، ويشير في حديث إلى أحد المواقع الإلكترونية إلى أن المحطات تفرض على المنتج طبيعة الأعمال والمسلسلات، ما يفسر ازدياد أعمال البيئة الشامية في السنوات الأخيرة، مضيفاً أن الوضع الأمني في سورية فرض على العاملين في القطاع الدرامي مواقع تصوير خاصة محصورة ببيوت شامية ضمن سور المدينة القديمة، لابتعادها عن الأحداث التي قد تعيق تنقلات الفنانين.

أما الممثلة غادة بشور السورية فتدافع عن أعمال البيئة الشامية، باعتبار أنها تعيد إلى الأذهان روح المحبة التي كانت سائدة في الماضي، وترى أنّ الأعمال الشامية تظهر الرجولة بمعناها المتعارف عليه، وتؤكد ضرورة وجود عملين أو ثلاثة في كل عام تنتمي إلى هذه البيئة.

back to top