الكليب... بوابة عبور المخرجين إلى السينما؟
إذا كانت رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة فرحلة المخرجين إلى عالم السينما اللامحدود تبدأ بتصوير كليب. صحيح أن بعض الكليبات تميّز بتقنيات سينمائية عالية إلا أن ذلك لا يلغي طموح المخرجين بالعبور منها إلى الشاشة الفضية، لا سيما بعد الانتعاشة التي تشهدها السينما اللبنانية في السنوات الأخيرة.
يؤكّد المخرج وليد ناصيف أن طموح المخرج الحقيقي لا يقتصر على تطوير أفكاره واستخدام تقنيات حديثة في تصوير الكليبات بل يتطلع نحو السينما، إلا أنه يستدرك: «مع أن إخراج فيلم سينمائي يعتبر قمة عمل المخرج إلا أنه ليس النهاية، لأن الشطارة تكمن في الاستمرارية الناجحة. إلى ذلك يجب ألا ينسى المخرج الشاشة الصغيرة التي انطلق منها. أعتبر أن السينما مشروع شمولي تكمن قوته في أنه قد يكون لبنانياً عربياً عالمياً، كونه لغة مشتركة، أشبّهها بدقات القلب غير المنتظمة التي تحتاج إلى هزة كهربائية كبيرة لتستقيم».يضيف أنه يحضر لفيلم سينمائي وهو في طور اختيار القصة الأفضل والتوقيت الصحيح بعد توافر التمويل والمستثمرين، «أريد أن تكون النتيجة رائعة لأن هذا المشروع طموحي الذي لطالما حلمت به». ويتساءل: «إلى أي مدى يعبّر هذا العمل عن شخصية الفنان وإحساسه العالي انطلاقاً من علمه وتحليله ومعرفته كيفية نقل الإحساس إلى الشاشة الكبيرة؟».
بين الكليب والفيلمترفض المخرجة رندلى قديح حصر المخرج بتصوير الأغاني فحسب، مؤكدة ألا شيء يحول دون تحقيق طموحه في السينما بعد تأمين إنتاج ضخم بالطبع.عن إمكان تقديم فيلم سينمائي قريباً توضح: «العمل جاهز إلا أن التوقيت المناسب للبدء بتصويره لم يحن بعد، لأنه يحتاج إلى تفرغ عام كامل بين التحضير والتصوير، فأجلته لانشغالي بتصوير مسلسل «غزل البنات» رغم أنني نلت موافقة وزارة الثقافة الإسبانية عليه كوني سأصوّر مشاهده بين لبنان وإسبانيا».عن المعيار الذي تعتمده في إخراج فيلمها تشير قديح إلى أن العمل السينمائي سيف ذو حدين، إما يؤذي المجتمع ويدمره وإمّا يثقفه وتوضح: «نحن كمخرجين نحمل رسالة معينة نسعى إلى تحقيقها من خلال أسلوب عملنا، فعندما نقدم فيلماً سينمائياً مثلا ننقل من خلاله وقائع المجتمع وبالتالي نعكس صورة الوطن الذي نتحدث عنه». عمّا إذا كانت الأفلام السينمائية اللبنانيّة الراهنة تتحدث عن المجتمع الذي تنتمي إليه تقول: «لم أتمكن من مشاهدتها كلها بسبب سفري الدائم، إنما تابعت أخبارها في الإعلام وقرأت عنها، فوجدت أنها تعكس واقع المجتمع اللبناني، مثل «تنورة ماكسي» للمخرج جو بو عيد الذي استنبط من حياته الخاصة وذكرياته خيوطاً صاغ من خلالها فيلمه، كذلك المخرجة نادين لبكي التي تناولت الطائفية في لبنان.مرحلة طبيعيةيرى مخرج فيلم «تنورة ماكسي» جو بو عيد أن السينما مرحلة طبيعية يتجه نحوها مخرج الكليب، وعن تجربته السينمائية يوضح: «بدأت كتابة هذا الفيلم وتصوير أجزاء منه قبل إخراج الكليبات. تدفع قلة الإنتاج السينمائي في لبنان وغيره من الدول العربية المخرجين إلى تصوير أغانٍ وإعلانات بانتظار خوض مجال السينما عندما تتسنى أمامهم الفرصة. لكن ليس ذلك قاعدة، فثمة مخرجون لم يتجهوا يوماً إلى الكليب فيما عمل آخرون في الكليب والإعلان ولم ينتقلوا إلى السينما».يضيف: «بالنسبة إلى تجربتي الشخصية، أردت منذ البداية خوض مجال السينما والأفلام الطويلة».بدورها تعتبر المخرجة رندا العلم أن قلة من المخرجين الذين درسوا الإخراج وخاضوا مجال تصوير الكليبات لا تطمح إلى دخول مجال السينما الذي هو حلم كل مخرج، حسب رأيها، مبدية في الوقت نفسه رضاها عن الكليبات التي تقدّمها.تضيف: «إذا عُرض عليّ نص لفيلم سينمائي تخوّلني موازنته تنفيذ عمل أفخر به، فلمَ لا؟ عموماً، أنا سعيدة بعملي لأن إخراج الأغنيات المصوّرة مهم وهو عالم بحدّ ذاته، وعندما يحين الوقت المناسب لخوضي عالم السينما فسيكون لدي الكثير لأقدمه أيضاً».