ماذا تريد إسرائيل؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لاشك أن إسرائيل يهمها كل شيء في سورية، حتى وإن كان مجرد طرد محافظ من وظيفته أو تصفية مسؤول وإصدار بيان بأنه انتحر بإطلاقه ست رصاصات من مسدسه الشخصي على رأسه، أو استبدال ضابط بآخر، لكن مع أن شرارة درعا قد انتقلت في طول البلاد وعرضها، فيبدو أن الإسرائيليين، مثلهم مثل بعضٍ غيرهم، قد صدَّقوا ما بقي يقوله بعض كبار المسؤولين السوريين من أن كل ما جرى بعد الخامس عشر من مارس قبل الماضي قد أصبح وراء ظهورهم، وأن نظام بشار الأسد راسخ ولم يهتز، وأنه بالعنف وبالمزيد من العنف سيكون مصير هذه الانتفاضة الجديدة، غير المتوقعة، كمصير انتفاضة حماة في عام 1982، التي قمعها حافظ الأسد بعنف بدائي ضمِن له ولابنه استقراراً منذ ذلك الحين وعلى مدى نحو ثلاثين عاماً.لكن ما بات مؤكداً هو أن إسرائيل غدت تعرف تمام المعرفة أن ما بقيت تعيشه سورية على مدى عام وأكثر جديٌّ وليس مجرد هبَّة عاطفية عابرة، وأن نظام بشار الأسد لم يعد عصيّاً على هذه الرياح العاتية، وأن الأيام المقبلة ستحمل معها تطورات كثيرة، إن بالنسبة إلى هذا البلد أو بالنسبة إلى المنطقة كلها، لكنها (أي إسرائيل) مع ذلك بقيت صامتة، وبقيت تراقب الأمور عن بُعد، كأن هذا الذي يجري لا يجري في بلد مجاور، وله انعكاساته المباشرة على الدولة الإسرائيلية، بل في جزر "واق الواق".. فما هو السبب يا ترى؟!إنه لابد من الإشارة إلى أن هناك قناعة تصل إلى حدود اليقين بأن هناك اتصالات وعمليات بيع وشراء سياسية قد تمَّت بين نظام بشار الأسد وحكومة بنيامين نتنياهو، وأن ما قاله رامي مخلوف حول أن "أمن إسرائيل من أمن سورية" قد جرى تأكيده باتفاقيات شاركت روسيا في إعدادها والإشراف عليها، وبالتالي فإن المؤكد أيضاً أن الإسرائيليين هم الذين يقفون وراء تخاذل الرئيس الأميركي باراك أوباما ووراء مواقفه المائعة إزاء المذابح المستمرة والمتصاعدة التي بقي يتعرض لها الشعب السوري على مدى أكثر من عام... وهنا فقد يكون ما يقال عن أن الدافع وراء كل هذه المواقف الإسرائيلية هو الاستمرار في تأجيل لحظة الحسم، لضمان تحول الأحداث في هذا البلد إلى حرب أهلية، ولضمان انهيار هذه الدولة كدولة... والله أعلم!