من الوثائق النادرة التي تشير إلى وجود كثير من الناس في الكويت قبل أكثر من 200 عام، وتأكد وجود العديد من الأسر الكويتية المستقرة في الكويت منذ أمد بعيد، وثيقة كتبت في عام 1216هـ الموافق عام 1802م، وموضوعها بيع دكان في منطقة الأسواق بوسط الكويت تملكه امرأة، وهي لولوة بنت محمد بن ناجي القناعي، لأحد التجار وهو حمد بن ثاقب آل وطبان.

Ad

وقد وردت في الوثيقة أسماء كثيرة هي علي بن محمد بن ناجي القناعي، وسلطان بن باشق (القناعي)، وسلمان بن سري، وسليمان بن قاسم (جاسم)، والعبيدلي، وحمد بن ثاقب آل وطبان، وأحمد بن خلف الفريح، وسليمان بن خلف الفريح، ومحمد بن مبارك بن أحيمد (بوحيمد)، وشهاب بن حمد القناعي، وحررها بخطه قاضي الكويت آنذاك الشيخ علي بن عبدالله بن شارخ.

تقول الوثيقة "قد صدر ما حرر، وثبت لديّ كما قرر، وحكمت بموجبه وأنا الفقير إلى الله علي بن عبدالله بن شارخ الحنبلي القاضي في بلد القرين المحمية عفى الله عنه.

مضمون هذه الحجة الصحيحة الشرعية، هو أنه قد باع الحر الرشيد شهاب ابن حمد القناعي، بوكالته عن زوجته لولوة ابنة محمد بن ناجي القناعي بشهادة العارفين لها تمام المعرفة أخيها علي بن محمد ناجي وسلطان ابن باشق على بيع ما هو في ملكها وتحت تصرفها، وعلى قبض ثمنه، وهو الدكان الكائن في بلد الكويت، المحدود قبلتا الطريق المسلوكة، وشمالاً دكان سلمان بن سري الموقوف على مسجد الحداثي، وجنوباً دكان سليمان بن قاسم، وشرقاً بيت العبيدلي، المشتري حمد بن ثاقب آل وطبان، الدكان المعلوم بينهما بما له من الحدود والتوابع واللواحق، بثمن مقبوض ومعدود جميعه في مجلس البيع بتمامه وكماله، وهو ثمانون قرشاً مع قليل فليسات مرئية مجهولة العدد. أقر بقبضه البايع المذكور لموكلته في البيع وقبض الثمن من يد المشتري قبضاً برئت به ذمة المشتري براءة قبض واستيفاء، بيعاً بتاً فصلاً جزماً لا ثني فيه ولا خيار ولا... ولا إجبار، جار بالطوع والاختيار، مشتملاً على ركني البيع وشروطه، لاسيما الإيجاب والقبول، والقبض والإقباض. فبموجب ذلك صار الدكان المذكور مالاً وملكاً لحمد المزبور يتصرف فيه تصرف ذوي الأملاك في أملاكهم، وأهل الحقوق في حقوقهم. شهد على ذلك شاهدا الوكالة المتقدم ذكرهما آنفاً.

شهد أحمد ابن خلف الفريح، شهد سليمان ابن خلف الفريح، شهد محمد ابن مبارك ابن أحيمد، وجرى تحريراً لثنتي عشر خلت من ذي القعدة، وذلك عام 1216 من هجرته عليه الصلاة السلام".

وفي ما يتعلق بحمد بن ثاقب آل وطبان فهو من أبناء عمومة آل سعود حكام المملكة العربية السعودية، ويلتقي بهم في الجد مرخان. وقد قدم والده "ثاقب بن وطبان بن ربيعة بن مرخان" من الدرعية إلى الكويت في نهاية القرن الثامن عشر، ويقال إنه استقر في حريملا سنوات عديدة قبل استقراره في الكويت التي تُوفي فيها. وكان منزل الثاقب يقع في حي الوسط بالقرب من سكة عنزة. أما أخوه إبراهيم بن ثاقب آل وطبان فقد عين شيخاً على مدينة الزبير عام 1799م حتى عام 1821م، ثم تولى من بعده ابنه محمد بن إبراهيم بن ثاقب (مواليد الكويت عام 1785م) مشيخة الزبير لمدة قصيرة ولجأ إلى الكويت عام 1822م إثر خلاف مع أهالي الزبير. وقد عاد محمد الثاقب إلى الحكم في الزبير بعد فترة من الزمن، لكنه قتل في عام 1252هـ / 1836م. وتزوج الشيخ صباح الثاني (الحاكم الرابع للكويت 1859-1866م) من لولوة ابنة محمد بن إبراهيم الثاقب وأنجب منها الشيخ محمد (الحاكم السادس للكويت)، والشيخ جراح، والشيخ مبارك (الحاكم السابع للكويت)، والشيخة حبابة، والشيخ عذبي. ويصف الناس لولوة الثاقب بأنها "حفيدة شيخ وابنة شيخ وزوجة شيخ ووالدة شيخين"، وكانت تسكن في منزل مستقل بها يقع في الحي الشرقي وتوفيت في عام 1905م.