النجاح نتيجة لا يمكن أن تصل إليها وتفوز بها إلا إذا سبقتها عملية تخطيط تحدد فيها الأهداف التي تريد تحقيقها ثم الخطوات أو المراحل التنفيذية التي توصلنا إلى تلك الأهداف، وقبل البدء بالتنفيذ لابد أن نكون قد هيأنا أنفسنا وشحذنا هممنا وشمرنا عن سواعدنا وتراضينا مع أنفسنا وصدقنا مع الله أولاً ثم مع من سيشاركوننا في تلك المراحل.
نعم تحديد الأهداف أمر ضروري لتوجيه البوصلة لكن الاندفاع السريع نحوها دون توطئة وترتيب أمر يؤدي في أغلب الأحوال إلى الفشل الذريع ولا يحصد صاحبه إلا النتائج العكسية والكارثية في بعض الأحيان.إن البحث عن الرأي المؤيد فقط وإهمال الرأي المعارض وإغفال النقد أو التصحيح أو الدعوة إلى التروي وطلب مزيد من الدراسة والمراجعة أحد أكبر أسباب الفشل وخصوصاً في العملية السياسية، لأن النجاح السياسي لا يتم إلا بإقناع أكبر شريحة من شرائح المجتمع بالأهداف والمراحل التنفيذية لها وبث الحماسة في نفوس أبناء المجتمع لها ودفعهم إلى المشاركة في تنفيذها والإيمان بأهميتها لمستقبلهم ومستقبل دولتهم.وكلما زاد الناس قناعة بتلك الأهداف والخطط التنفيذية لها زادت فرص النجاح في الوصول إلى تلك الأهداف.إن تصحيح الأخطاء أمر ضروري لا يتوقف عنده اثنان إلا أن الاستعجال في عملية الإصلاح حتى ولو كان بحسن نية قد يوقعنا في خطأ أكبر تأثيراً وأكبر تعقيداً وأصعب حلاً، وهذه ليست دعوة إلى تأجيل تصحيح الأخطاء، بل المبادرة إلى التأكد من الإجراء الصحيح والتوجه إلى الحل الناجع أو الإعلان الصريح لكل التفاصيل كي يعرف الناس نية الإصلاح والإجراءات اللازمة له.إن اختلاف الآراء في العمل السياسي أمر مشروع ولا غبار عليه إن التزم أطرافه بقوانين الدولة وحافظوا على النظام العام، وتقيدوا بالشرع الحكيم والأخلاق الحميدة وتحاشوا التعرض للنيات ومحاكمة الناس عليها، وعلى عامة الناس الاستماع إلى الأطراف المختلفة وتحديد قناعاتهم مادام الأمر كله لم يخرج عن دائرة المصلحة العامة، واستقرار البلد والمحافظة على أمنه وثوابت أجياله، والحكمة ضالة المؤمن، والفطنة أعظم أسلحته، وليست كل دعوة حقاً، ولا كل دعوة مقبولة في كل حين، ولكل وقت أذان والعاقل من اتعظ بغيره والعاقبة للمتقين.
أخر كلام
كلمة راس: للنجاح شروط
26-08-2012