السرُّ... دور اللوبي اليهودي!

نشر في 11-06-2012
آخر تحديث 11-06-2012 | 00:01
No Image Caption
 صالح القلاب حان الوقت كي يدرك كل الذين تعنيهم هذه المسألة أن روسيا، بمنطقها الأعوج وسياساتها غير المبررة، هي التي أوصلت الأمور في سورية إلى ما وصلت إليه، وأنه لولاها لربما كان الرئيس بشار الأسد قد فضل وحدة بلده وتجنيبه ويلات الحرب الأهلية على بقائه في منصبٍ غير مخلدٍ وهو سيغادره حتماً، وأغلب الظن أنه لو لم يبقَ الروس يتلاعبون بدماء السوريين من أجل مصالحهم لكان اختار التنحي مبكراً وفق تسوية "معقولة"، حتى لا يكون مصيره كمصير معمر القذافي، هذا في أحسن الأحوال!

غير مقنع إطلاقاً هذا الكلام الذي بقي يقوله سيرغي لافروف، كبوق لهذا الستالين الجديد فلاديمير بوتين وكناطق باسمه، والذي بقي من خلاله يدفع بشار الأسد دفعاً إلى إغلاق كل أبواب ونوافذ حلّ الأزمة الطاحنة بالوسائل السياسية والسلمية، والإصرار على اتباع سياسة العنف الأهوج والقوة العسكرية الغاشمة.

لا يمكن تصديق أن روسيا باتباع هذه السياسة المثيرة لألف سؤال وسؤال، والتي تجلت أكثر ما تجلت في الأيام الأخيرة بعد فشل خطة أنان وبعد سلسلة المذابح الدامية التي شهدتها ولاتزال تشهدها سورية وأبشعها حتى الآن مذبحة الحولة، تريد تجنيب هذا البلد "الصديق" خطر التفكك والانهيار والحرب الأهلية! فالواقع يقول غير هذا والحقائق تشير بل تؤكد أن موسكو تفعل ما تفعله وتواصل تثبيت بشار الأسد على عدم التخلي عن خيار العنف كي تُلحق هذه الدولة العربية بحالة التفكك التي يعيشها العراق، والتي تعيشها ليبيا، والتي تهدد مصر من خلال كل هذا الجنون الذي يضربها الآن، والذي إن هو لم يتوقف وبسرعة فإن النتائج ستكون بالفعل كارثية.

هناك من يقول إن روسيا تتخذ هذا الموقف الذي تتخذه إزاء الأزمة السورية، التي بدأت بشرارة كان بالإمكان إخمادها بسهولة لو لم يدفع الروس بشار الأسد دفعاً إلى خيار الانتحار، من أجل تعزيز مكانتها في المعادلة الدولية، ومن أجل إلزام أميركا بالعديد من التنازلات المتعلقة بجدار الصواريخ، وبانفلات بعض دول الاتحاد السوفياتي السابق من القبضة الروسية، وأيضاً ببحر قزوين وتحوله إلى منطقة استراتيجية بالنسبة للمصالح الأميركية وبالشرق الأوسط وإفريقيا ومنابع النفط في هاتين المنطقتين اللتين ستبقيان هامتين للدول العظمى خلال المئة سنة المقبلة. وحقيقة فإن في هذا كله كل الصحة، لكن الأصح منه هو لو أن روسيا معنية فعلاً ببقاءٍ في سورية والشرق الأوسط كمنطقة مصالح حيوية إستراتيجية لما راهنت على هذا النظام الزائل لا محالة، وما أدارت ظهرها للشعب السوري على هذا النحو، والمفترض أن المراهنة العاقلة هي على الشعوب لا على الأنظمة؟

لقد بقيت إسرائيل تراهن على بقاء نظام بشار الأسد، وبقيت تضغط على إدارة باراك أوباما كي تبقى تتخذ كل هذه المواقف المائعة غير المفهومة تجاه الأزمة السورية، لكنها (أي إسرائيل) وقد أدركت أن هذا النظام، الذي بقي يشكل عمقها الأمني الاستراتيجي في هذه المنطقة رغم كذبة "المقاومة والممانعة"، زائل لا محالة، فإن خيارها أصبح تفكيك هذا البلد ودفعه دفعاً إلى الحرب الأهلية، وهنا تأتي قصة اللوبي اليهودي في روسيا التي دأب على التحدث عنها بعض المحللين الروس ليتضح مغزى كل هذه المواقف والسياسات الروسية!

back to top