تربية الأبناء أمانة، إن لم يستطع البعض توفيرها فعلى الأقل ليكفّ شره عنهم، ومن لا يجد في نفسه القدرة على التربية فليختصر المسافة ولا ينجب، حتى لا يعيش وهو يحطم طفولة أبنائه ومن ثم يحرمهم السعادة.

Ad

تعتبر الطفولة لدى البعض من أحسن وسائل الاستغلال لا سيما إن كانت مطعمة بموهبة، على مر الأزمان عانى الأطفال سواء الذين احترفوا الغناء أو التمثيل جشع ذويهم، إذ تبدأ الهواية عند الطفل فيسعد حين يغني أو يمثل أمام جمهور يحييه، وتنتهي لتصبح مهنة تشفط بها جيوب المشاهدين والجمهور، ليمتهن أهلهم استلام الربح السريع من وراء طفلهم الموهوب.

تجرد بعض الأهالي من الإحساس بالمسؤولية تجاه طفولة أبنائهم وهو شيء مؤلم، لأن ما يقومون به اليوم هو بالضبط ما سيدمر مستقبلهم لاحقا.

حين أربي طفلي على الجري وراء العروض، وأنهكه ليل نهار في الأعياد والمناسبات حول دول العالم، وأربح من وراء هذا الطفل أموالاً طائلة، سينشأ ليصبح شاباً ناقماً وغاضباً على أهله الذين لم يحسنوا معاملته، واستغلوا حتى قدراته الجسدية البسيطة لعروض متتالية وساعات مرهقة من العمل المتواصل، بل إنه سينشأ شابا يملأ الطمع قلبه ولا يمكنه سوى أن يكون شخصاً مادياً وجشعاً.

وكثيرة هي قصص الأطفال الذين خطفتهم النجومية المبكرة واستغلال أهلهم، لتكون نهاياتهم مأساوية، إما بالإدمان وإما بالانتحار وإما بإصابتهم بحفنة من الأمراض النفسية.

الطفل لن ينسى قسوة أهله كما يظن بعض الأهالي بأنه طفل سيكبر وينسى، بل ستؤثر كثيرا سنوات طفولته في القادم من عمره وشبابه، بل قد يكبر وهو يشعر أنه مستغل، ولا يستلذ سوى بأن يستغل المستضعفين!

تربية الأبناء أمانة، إن لم يستطع البعض توفيرها فعلى الأقل ليكفّ شره عنهم، ومن لا يجد في نفسه القدرة على التربية فليختصر المسافة ولا ينجب، حتى لا يعيش وهو يحطم طفولة أبنائه ومن ثم يحرمهم السعادة.

قفلة:

الخطوط الجوية الكويتية تلغي رحلاتها، وتنزل الطائرة اضطراريا في مطارات غير مخطط لها، ويعيش الأفراد تجربة الاقتراب من الموت، والغريب أنها مازالت مستمرة بهذا المنوال من الفضائح المتكررة! فإلى متى؟