«المُجْتهد» الكذاب!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كما أن الأردن قد ينقل إلى الأشقاء الكويتيين وإلى غيرهم من الأشقاء خبرته في التعاطي مع تظاهرات ومسيرات وحراكات أبناء شعبه التي تجاوزت أعدادها على مدى نحو عامين المئات بل الألوف دون إسالة نقطة دمٍ واحدة، أما أن يرسل 16 ألفاً من رجال الدرك إلى الكويت من أجل "قمع" تظاهرة معارضة فإن هذه كذبة كبرى، وذلك لأن هذه القوات بقيت خلال العامين الماضيين تحمي المتظاهرين الأردنيين وتمنع أي محاولات للتصدي لهم. ولهذا فكيف يمكن تصديق افتراء لهذا "الفيلق الإلكتروني"، والذي سارعت فضائية "المنار"، التي تعد إحدى أذرعه، إلى نشرة ترويجية له؟!إن هذه كذبة بائنة بينونة كبرى، وكان على تلفزيون حسن نصر الله، الذي تحول إلى "غوبلز" آخر في ترويج الأكاذيب والافتراءات ونشر الإشاعات "المفبركة" ألا يذهب به الغباء إلى حدِّ اقحام اسم المدير الأسبق للمخابرات الأردنية سميح البطيخي في هذه المسألة والقول إنه وصل (متى)؟! إلى الكويت حاملاً خطة أمنية لعرضها على الكويتيين، لأن هذا الرجل، الذي يعتبر من أفضل وخيرة مديري المخابرات عربياً ودولياً، كان قد أنهى مهمته وأصبح متقاعداً منذ نحو عشرة أعوام. ثم إن الكويت، التي انصب اهتمامها، بعدما ذاقت مرارة إلغائها كدولة، على أن يكون جهاز استخباراتها بمستوى التحديات التي واجهتها وأصبحت تواجهها لاحقاً، ليست بحاجة الى الاستعانة باستخبارات خارجية ولا بحاجة إلى من يعلمها كيف تتعاطى مع تظاهرة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، في دولة حريات عامة وديمقراطية!وكي تكتمل هذه الكذبة الكبرى فإن هذا "المجتهد"، والمعروف أن "الاجتهاد" هو إحدى المراتب الدينية في إيران الخمينية، قد ذهب إلى أن ما اعتبره "الجزء الآخر من الخطة" هو قانوني "عبر تزويد الكويت بـ100 قاضٍ أردني يعيدون صياغة القانون بما يضمن قمع المعارضة بطريقة دستورية". يا لطيف، هل يحتاج إعداد قانون، أي قانون حتى إن كان جهنمياً، إلى كل هذا العدد من القضاة؟ وهل استخدم الأردن كل هؤلاء عندما وضع القوانين المتعلقة بالتظاهر والمتظاهرين. مع العلم أنه لا يوجد لدى الأردنيين إلا مادة واحدة في قانون أصبح غير نافذ يفرض على كل من يريد تسيير تظاهرة أن يبلغ "الحاكم الإداري" بالأمر كي يؤمّن لتظاهرته الحماية الأمنية من تجاوزات العابثين.