ما هي الإكزيماEczema ؟ حالة حساسية جلدية تصيب أكثر من 20% من الأطفال و2% من الكبار. تحدث لأسباب وراثية ويلاحظ أن 50% من المصابين لديهم حالة مشابهة في أحد الأبويين أو كلاهما.

Ad

تظهر الإكزيما غالباً قبل السنة الأولى من العمر وقد تختفي فترة ثم ترجع في الكبر. تتحسن عادة مع تقدم العمر ومع تفادي المهيجات لها والالتهابات البكتيرية أو الفيروسية التي تصاحبها أحياناً.

تنتج الإكزيما بسبب إفراز مواد ملتهبة في الجلد نتيجة IgE واضطراب مناعة الجسم. لا يتوافر دواء يشفي تماماً منها، لكن يهدف علاجها إلى منع تكون الندب, السماح بالنوم والأنشطة الطبيعية, منع الالتهابات البكتيرية الإضافية، وإلى منع الحرج للطفل وأسرته وطمأنتهم لعدم وجود أمراض أخرى.

أعراضها

أهم أعراض الإكزيما جفاف الجلد والتهابه. ويختلف مستوى الالتهاب بحسب العمر واستمرار التعرض للمحسس. عادة تظهر الإكزيما بشكل احمرار وجنتي الطفل (أقل من ستة أشهر)، تصاحبه مساحات من الجلد الجاف في أطراف الساقين والذراعين الخارجية.

تبدأ الجروح بالظهور مع شدة الحكة وقد يصبح الجلد سميكاً, متورماً وخشناً بعد مدة من عدم العلاج. تسبب الإكزيما تغيراً في لون الجلد عند إهمالها فيصبح غامقاً أو أسود, أو يصاحبه التهاب بكتيري فيكون مصفراً قليلاً أو فيروسياً من أنواع مختلفة فتظهر فيه ورمات او تكيسات صغيرة. مع تقدم العمر تتركز الإكزيما في كسرات الجلد في الذراع وخلف الركبة. قد تظهر في أي مكان في الجسم، لكنها لا تصيب الأغشية المخاطية, مثل العين أو داخل الفم.

ما هي علاقتها بالصدفية (Psoriasis)؟

ليس من علاقة مباشرة بين الإكزيما والصدفية أو حب الشباب أو المشاكل الجلدية الأخرى. فبينما تأثر الصدفية بالمفاصل والشعر والجلد والجهاز الهضمي فإن الإكزيما تكون محدودة بالجلد. وبينما تستمر الصدفية مدى الحياة فإن الأكزيما تزول على الأغلب بعمر خمس سنوات. ترتبط الإكزيما في 30% من الحالات بالتحسس للأطعمة ولا ينطبق ذلك على الصدفية. يتشاركان في وجود الحكة والتقشر أحياناً، لكن يسهل التفريق بينهما بالشكل والتوزيع في الجسم.

وبالحساسيات الأخرى؟

تزيد الإكزيما وترتبط بالكرز (Urticaria), حساسية المطاط (Latex), حساسية المعادن مثل النيكل(Nickle) , الحساسية الأنفية (Allergic Rhinitis) والصدرية (Asthma) والغذائية (Food Allergy). فوجود الأكزيما يدل عل احتمال حصول الحساسيات الأخرى مستقبلا بنسبة 30% تقريبا. فضلاً عن أن وجود حساسية الطعام للحليب البقري, البيض أو القمح مثلا, يزيد من شدة الإكزيما وانتشارها في 40% من الأطفال أقل من عمر السنة وبدرجة أقل في الأكبر عمراً.

تشخيصها وعلاجها

تشخيص الإكزيما بالنظر سهل عادة عند الطبيب المختص. تظهر الصعوبة في تحديد مسبباتها مثل الأطعمة, أو المواد البيئية المهيجة مثل الصابون, النايلون, الغبار, حبوب اللقاح, والحيوانات المنزلية والطيور. أحياناً تكون الإكزيما جزءاً من مرض نقص المناعة الموروث, نتيجة نقص الزنك, جزءاً من الإكزيما الدهنية أو القمل.

 فحص خدش الجلد, الذي يقوم به اختصاصي الحساسية, مهم في تحديد الأسباب البيئية والغذائية للإكزيما. وفي الواقع هو الفحص الوحيد حالياً والذي يقدم فائدة في تشخيص الإكزيما وعلاجها. لا يوصى بتغيير الحليب أو منع الغذاء عن الطفل دون فحص الحساسية فقد يسبب ذلك مشاكل سوء التغذية، ولا يجب استخدام حليب الصويا أبدا قبل عمر الست أشهر بشكل خاص.

علاج الإكزيما تدريجي ويعتمد أولاً على تعريف المهيجات والمحسسات إن وجدت وإبعادها. ولا ننسى أن ذلك التعرض لدخان السجائر في الصغر يرتبط بزيادة الإكزيما في الكبر! يجب كذلك تكثيف المرطبات الجلدية. نحتاج غالباً إلى استخدام كريم كورتزوني موضعي للتغلب على الالتهاب وأحياناً إلى مضاد بكتيريا, فيروسات أو فطريات. من المهم هنا عدم الخوف من كريم الكورتزون فهو ليس مثل الكورتزون بالأبر والشراب. باستخدام النوع الصحيح, والقوه الملائمة على المكان المناسب تحصل الفائده من دون آثار جانبية.

كذلك تتوافر أدوية حديثة لعلاج بعض حالات الإكزيما مثل مضادIgE  وكريمات تنظيم المناعة (Calcineurin Inhibitors)، لكنها قليلة اللزوم. من المهم هنا أن نعرف أن مضاد الهستامين, مثل الزيرتك والفنيستيل, ليس مفيداً في علاج الجفاف أو الحكة، لكن أحياناً يساعد على النوم فقط!

د. أحمد الخباز استشاري أطفال, حساسية ومناعة