«لو»... عالم افتراضي يجمع المتضادين في اللازمن
قدمته فرقة «الشعبي» في مسابقة مهرجان الكويت المسرحي
شهد عرض «لو» للمسرح الشعبي مشاركة النجم طارق العلي وعودة خالد المفيدي ود.نبيل الفيلكاوي للعمل المسرحي بعد غياب طويل.
شهد عرض «لو» للمسرح الشعبي مشاركة النجم طارق العلي وعودة خالد المفيدي ود.نبيل الفيلكاوي للعمل المسرحي بعد غياب طويل.
دشنت فرقة المسرح الشعبي عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي الثالث عشر بعملها «لو» تأليف وإخراج خلف العنزي، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة ومدير المهرجان صالح الحمر، ومجموعة كبيرة من الفنانين والمسرحيين، وجمهور ملأ مسرح الدسمة.
النصيتناول النص عالما افتراضيا للعديد من الشخصيات المختلفة والمتضادة التي تلتقي في اللازمن، فالمفكر والفيلسوف ينتحر بطعنة سكين لأنه لم يجد رصاصة واحدة حيث استهلكت كل الذخائر في الصراعات والحروب، وامرأة تبقى معلقة بين السماء والأرض لأنها رمز للفسق والرذيلة، وصاحب المال والنفوذ يخنقه السارق من أجل حفنة نقود، وامرأة تموت مضحية بنفسها من أجل أي يولد وليد الأمل غير آبهة بنصيحة الطبيب وهي الاجهاض فالحمل خطر على حياتها، والانتحاري أو القاتل المأجور الذي فجّر نفسه لقتل الأعداء تنفيذاً لرغبة صاحب المال والنفوذ حتى يكفل أهله مادياً، والناشطة السياسية صاحبة الخطب الملوثة تلقى حتفها بسبب قائد سيارتها الأرعن، والعاشق والمعشوقة اللذان ينتحران بشرب السم بعد أن فرقتهما الطبقية والعادات والتقاليد، وأخيراً المشنوق اللص الذي خنق صاحب المال.كل هذه الشخصيات المتضادة التي تمثل الخير والشر، الحب والكراهية، العفة والرذيلة، الفكر والسطحية، تتجادل في ما بينها، في مكان أشبه بالنفق تعيش فيه أربعة مقاعد تستقبل الموتى والقتلى، فلا يغادر أي شخص إلى الموت إلا بعد ولادة من يشبهه، ويتضح في نهاية الأمر أن كل ما حدث من نسج خيال اللص الذي لم يكمل روايته وجعلها بلا نهاية.الديكورأجمل ما في العرض الديكور السريالي الذي غطى مساحة كبيرة من فضاء المسرح بشكل نصف دائري يتكون من عدد هائل من الأيادي المقطوعة دلالة على أن كل ما حدث هو ما صنعته أيدينا، إلى جانب قطع الكراسي المتحركة التي تحمل دلالات كثيرة منها انتظار المصير والوصولية والسيطرة والتسلط. الإخراجلم يفلح المخرج في ايجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض، إضافة إلى عدم وجود أي فعل درامي على صعيد النص وهبوط الإيقاع على مستوى العرض، وتكرار دخول الشخصيات بالطريقة نفسها التي بعثت الملل. لكن ما يحسب للمخرج استخدامه لتقنية الفيديو ودمجها مع الأداء الحي بدقة وكانت جميلة للغاية ومبهرة، إضافة إلى السينوغرافيا الموفقة في بعض المشاهد.التمثيلعلى صعيد الأداء التمثيلي برزت امكانات خالد المفيدي اللافتة واللغة السليمة في شخصية (المفكر السكير)، والتجسيد الجميل لمنى فاضل بدور (الساقطة) وهي معلقة، وتميز طارق العلي في أدائه التلقائي وقفشاته من خلال (اللص)، ويعقوب عبدالله بشخصية (صاحب المال والنفوذ)، وغادة السني بدور (المرأة) التي ضحت بنفسها، وجهد طيب لفهد الرويشد (الانتحاري)، وحضور جميل لأرزة حنا (الناشطة السياسية) التي تقف لأول مرة على خشبة المسرح وسعاد الحسيني (العاشقة) ومحمد دشتي (العاشق).يبقى أن نقول إن فكرة النص جيدة لكنها تحتاج إلى دراماتورجيا وفهم لعلم الحركة.فريق العملتأليف وإخراج وتصميم الإضاءة: خلف العنزي، الإشراف العام وتصميم الديكور: د. نبيل الفيلكاوي، تصميم الأزياء: هبة الصانع، مدير الانتاج: عبدالله الجيران، مدير المشروع: علي العلي، العلاقات العامة: عبدالله الشطي، المخرج المساعد: فيصل الفيلكاوي، مساعد المخرج: محمد الفليكاوي وموسى بارون، الموسيقى والمؤثرات الصوتية: عيسى عمران، مؤثرات بصرية: لؤي مقدم، إدارة مسرحية: يوسف الشمري.