يشن الطيران الحربي السوري غارات السبت على ريف دمشق ومناطق محيطة بطريق مطارها الدولي مع محاولة القوات النظامية السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين، مع عودتها الى حقل نفطي في شرق البلاد انسحبت منه الخميس.

Ad

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان المناطق المحيطة ببلدات ببيلا ويلدا وعقربا وبيت سحم القريبة من طريق المطار، تتعرض لقصف من الطائرات الحربية والمروحية، تتزامن مع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.

كذلك شمل القصف بالطيران الحربي والمروحي اليوم منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة في غرب دمشق ومدينة داريا في ريف العاصمة، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات مستمرة في البساتين.

وتشن القوات النظامية السورية بدءا من الخميس حملة واسعة في المناطق المحيطة بطريق المطار ادت الى اغلاقها لبعض الوقت، بينما افاد ناشطون الجمعة عن وقوع اشتباكات في محيط المطار نفسه.

وكان مصدر امني سوري قال لفرانس برس ان القوات النظامية تمكنت من "اعادة الامن الى الجانب الغربي من طريق مطار دمشق، بالاضافة الى جزء صغير من الجانب الشرقي، ما يسمح للمسافرين بسلوكها"، مشيرا الى ان "الجزء الصعب لم ينته وهو السيطرة على كل الجانب الشرقي من الطريق حيث يوجد الاف الارهابيين"، وان "ذلك سيستغرق بضعة ايام".

وتمر بعض اجزاء طريق المطار

وتؤكد السلطات ان هذه العمليات العسكرية لم تؤثر على حركة الملاحة في المطار، رغم اعلان شركتي مصر للطيران وطيران الامارات تعليق رحلاتهما الى دمشق، وان الطريق الى المطار "آمن".

واعادت وزارة الاعلام السورية السبت التأكيد على ان "مطار دمشق الدولي يعمل بصورة منتظمة وطريق المطار آمن كليا".

وكانت مديرة مؤسسة الطيران العربي السوري غيدا عبد اللطيف اكدت الجمعة لوكالة فرانس برس ان "مطار دمشق الدولي يعمل بشكل طبيعي وان الطريق اليه ومنه آمنة بنسبة مئة في المئة"، مشيرة الى اقلاع طائرة نمسوية تقل عاملين في الامم المتحدة الخميس.

وكان الناطق باسم الامم المتحدة فرحان حق قال الجمعة ان قافلة للمنظمة كانت تغادر المطار، تعرضت لاطلاق نار لم يعرف مصدره ولم يؤد الى ضحايا، في حادث هو الثاني خلال 24 ساعة بعد اصابة جنديين نمساويين الخميس لدى توجه قافلتهما الى المطار.

وكان الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ابدى امس خشيته من ان تصبح سوريا "دولة مفككة مع كل التداعيات الكارثية لذلك على الشعب السوري والمنطقة وعلى السلام والامن الدوليين".

كذلك، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة ان عدد اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم سيصل الى 700 الف حتى كانون الثاني/يناير، في زيادة كبيرة ترافق "ازداد الطابع الوحشي" للنزاع.

في غضون ذلك، لاحظت وكالة فرانس برس ان الاتصالات وخدمات الانترنت ما زالت مقطوعة في مناطق سورية عدة لا سيما منها دمشق، وذلك لليوم الثالث على التوالي.

وابدى الناشطون خشيتهم من ان يكون هذا الانقطاع مقدمة لهجوم كبير يحضره النظام، بينما اكدت السلطات انه عائد الى مشاكل تقنية تعمل على حلها.

في شرق البلاد حيث يسيطر المقاتلون المعارضون على مناطق واسعة، قال المرصد السبت ان القوات النظامية التي انسحبت من حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور مساء الخميس، عادت وتموضعت فيه معززة بالدبابات والعربات المدرعة.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان القوة الموجودة في الحقل قوامها نحو 150 عنصرا، وان المقاتلين المعارضين يتواجدون "على بعد كيلومترات" من الحقل، ولم يتقدموا اليه بعد انسحاب القوات النظامية "خشية ان يكون ملغما".

وكان المقاتلون سيطروا في الرابع من نوفمبر على حقل الورد النفطي في محافظة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي فقدت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر السيطرة على معمل وحقل غاز كونوكو، وحقل الجفرة في 18 منه، بحسب المرصد.

واوضح المرصد ان القوات النظامية "لا تزال تسيطر على حقول نفط التيم والمزرعة والخراطة والمهاش والبشري في الريف الغربي لمدينة دير الزور.

وتراجع انتاج النفط في سوريا منذ بدء الاضطرابات في البلاد في منتصف مارس 2011. ويرى الخبراء ان استيلاء المقاتلين على الحقول لن يؤثر كثيرا على ميزان القوى لان عددا كبيرا من هذه الحقول كانت تستثمره شركات اجنبية غادرت البلاد.

تزامنا، استمرت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، اذ قتل 14 مقاتلا معارضا

بعد منتصف ليل الجمعة السبت في اشتباكات مع مسلحين موالين للنظام في بلدة خناصر الواقعة في جنوب شرق مدينة حلب، بحسب المرصد.

وفي المدينة التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، قال المرصد ان اشتباكات تدور في محيط مدرسة المشاة التي يحاولون المقاتلون المعارضون اقتحامها بعد ايام من الحصار، بينما تتعرض احياء بستان القصر والسكري في جنوب المدينة والحيدرية (جنوب شرق) للقصف.

في محافظة إدلب (شمال غرب)، تقوم القوات النظامية بقصف معرة النعمان وتشتبك مع مقاتلين معارضين في جنوب هذه المدينة الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون في اكتوبر الماضي ويحاول النظام استعادتها.

وادت اعمال العنف الى مقتل 18 شخصا السبت، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية.

واحصى المرصد سقوط اكثر من 41 الف قتيل في النزاع المستمر منذ 20 شهرا.