مسؤول إعلام «القاعدة» لـ الجريدة.: الدستور المصري كفر
«الشريعة لن تطبق والإخوان خلقوا صراعاً وهمياً مع العلمانيين... وأرفض جهاداً هدفه مجرد إسقاط نظام»
وصف المسؤول الإعلامي في تنظيم "القاعدة" في حقبة التسعينيات محمد نجاح المكنى بـ"أبومصعب"، الدستور، الذي يجري الاستفتاء عليه حالياً في مصر، بـ"وثيقة كفر".وقال الرجل، الذي فرَّ من السجن أثناء ثورة يناير 2011 بعد عشر سنوات من الاعتقال بعد أحداث سبتمبر 2001، إن الرئيس محمد مرسي لن يطبق الشريعة، والدليل أنه استحل الضرائب على الخمور المحرمة نصاً، متوقعاً، في حوار مع "الجريدة"، خروج النتيجة النهائية للاستفتاء بـ"نعم" بسبب الأمية السياسية للمصريين.● كيف تقرأ المشهد السياسي الراهن؟- مشهد مرتبك، لأن الجماهير التي تدعم محمد مرسي هم السلفيون، وهؤلاء لن يستطيعوا الوقوف إلى جانبه فيما بعد، إذا لم يحقق مطالبهم، وبالتالي سوف يسقطون، في المقابل، فإن الإخوان حتى يترسخ وجودهم في السلطة كانوا بحاجة إلى دعم التيار السلفي، وهو ما حدث بالفعل، ولذلك خلقوا صراعاً وهمياً بين العلمانية والإسلام، لكنهم جميعاً في الحقيقة– أي الإخوان والسلفيين– علمانيون لموافقتهم على الدستور.● ما مطالب السلفيين التي لن يستطيع الرئيس تلبيتها؟- هي تطبيق الشريعة... والرئيس لن يفعل ذلك، بدليل فرضه ضرائب على الخمور، والخمر حرام، وإذا أخذت عليه ضريبة فهذا يُسمى استحلالاً في الشريعة، وبالتالي ينتقل من المعصية إلى الكفر، وعلماء الأزهر سبق أن أفتوا بذلك، وبموجب فرض ضرائب على الخمور يصبح الحاكم كافراً. ● كيف تنظر إلى عملية استفتاء الدستور؟- يجب على كل مسلم مقاطعة هذا الاستفتاء، حتى لو كان على القرآن، لأن السيادة يجب أن تكون لله لا للشعب الذي يقول نعم ولا، الدستور لا يمت للإسلام بصلة، ولابد لكل مسلم أن يكفر به، لأنه وثيقة كفر ومن سيصوت عليها بـ»نعم» سيكون آمن بالطاغوت الذي أمر أن يكفر به، والله تعالى يقول: «يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به»، والطاغوت هو الاحتكام إلى غير شرع الله إذا سُمي دستوراً أو قانوناً أو ما إلى ذلك، وبالتالي المرجعية يجب أن تكون القرآن والسنة والسيادة لله عز وجل، ويجوز الاحتكام إلى قانون وضعي في ما لم يرد فيه نص شرعي.● كيف ترى هذا التوافق الغريب بينكم كجهاديين تمثلون أقصى اليمين المتطرف وبين رافضي الدستور الذين يمثلون أقصى اليسار من ليبراليين وعلمانيين؟- ثمة فارق كبير، هو يقاطع الاستفتاء على الدستور لأهداف تخصه، بينما أقاطعه أنا لأسباب عقائدية، وهو محق في ما يرفضه وأؤيده في ذلك، من حيث رفض الحاكم الديكتاتوري صاحب القرارات المحصنة أو الصلاحيات المطلقة، لأن هذا غير موجود في الدولة الإسلامية.● لكن رغم رفضكم فكرة الدستور أساساً، ما أبرز المواد التي تعترض عليها بعد اطلاعك على مسودته النهائية؟- ثمة مواد جيدة تضمن حقوق الإنسان وحبذا لو طُبقت، لكنني لا أظن أنها سوف تُطبق، لأنه حتى الآن هناك معاملة سيئة للناس في السجون والمعتقلات وأقسام الشرطة، أما أبرز المواد التي أعترض عليها فهي المادة (198) التي تجيز محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، كما أنه من الضروري أن تعلم الحكومة بل والشعب كله ميزانية الجيش وهذا غير متحقق في هذا الدستور، رغم تحقق ذلك في دول مثل أميركا وإسرائيل.● ما توقعاتك لنتيجة الاستفتاء على الدستور؟- أتوقع أن تخرج النتيجة النهائية بـ»نعم»، من منطلق رغبة الناس في الاستقرار، وهذا تصور خاطئ، لأن جزءاً كبيراً من الناس يعانون الأمية السياسية.● هل تتوقع ما ردده جهاديون بشأن احتمال استهداف منشآت حيوية أثناء فترة الاستفتاء على الدستور اعتراضاً عليه؟- لن يحدث ذلك، لأن الجهاديين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا، ونحن نعيب على مرسي أنه قسم الشعب إلى نصفين، فهل نقتل نحن الشعب؟ وظيفتي أن أدعو الناس إلى صحيح الإسلام وتوعية من تم تضليلهم بسبب بعض المشايخ وليس قتالهم.● ولماذا إذاً ذهب بعض الجهاديين إلى سورية؟- ثمة انحراف وخلل في مفهوم الجهاد لدى الجهاديين أنفسهم، وأنا ضد من يذهب للجهاد في سورية إلا إذا كان الهدف إقامة دولة إسلامية لا مجرد إسقاط نظام والإتيان بنظام مثله.