الإمساك... أطعمة مناسبة تقضي عليه
يعكس البطن غالباً حالة الإنسان الجسدية والنفسية، وينطبق ذلك خصوصاً في حالة الأولاد الصغار. هل يعاني ولدك الإمساك؟ إذاً، من الضروري الاعتناء به مع ظهور العوارض الأولى كي لا يتحول الإمساك إلى مشكلة.
لا نراقب في حالة الأطفال الذين لا تتعدى سنهم الستة أشهر وتيرة التغوط بل طبيعة البراز، إذ يجب ألا يكون شديد الصلابة. في هذه السن، نعتمد على نوع الغذاء. فبما أن حليب الأم لا يحتوي على كثير من الفضلات، لا يتغوط الطفل، الذي يقتات به كثيراً. لكن بعد سن الستة أشهر، يعتبر الأطباء أن الطفل يعاني الإمساك إن كان يتغوط أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، إن كان البراز صلباً، أو إن كان الطفل يعاني آلاماً في البطن.لا داعي للقلقمن الضروري بالتأكيد معالجة هذه المشكلة بواسطة الأطعمة من دون اللجوء إلى أساليب أخرى أكثر عدائية، مثل المسهلات والتحاميل، لأنها قد تؤذي الجهاز الهضمي. في المقابل، إن احتوى البراز على آثار دم، تقيأ الطفل، أو طال الإمساك، يجب استشارة طبيب الأطفال من دون تأخير بغية التأكد من أن الطفل لا يعاني حساسية غذائية ما أو انسداداً معوياً أو غيرهما من مشاكل صحية.يعود الإمساك غالباً إلى نقص في الألياف أو الأطعمة اللبنية أو الماء. كذلك، تظهر هذه المشكلة عند الانتقال من الرضاعة إلى تناول الأطعمة الصلبة أو من تناول الأطعمة المعدة في المنزل إلى ما تقدمه المدرسة أو معسكر الصيف أو تبدل الطعام عند تمضية عطلة الصيف في منزل الجدين.زيادة الألياف ينبغي في هذه الحالة زيادة كمية الألياف في طعامهم. من الضروري في حالة الأطفال الصغار التنبه للطريقة المناسبة لبدء إدخال الأطعمة الصلبة إلى غذاء الطفل. أما في حالة الأولاد الأكبر سناً، فيمكنك أن تزيدي قليلاً كمية الخضر النيئة أو الخضر المطهوة كحساء الخضر أو مختلف أصناف اليخنة (اللوبياء، السبانخ...)، الفواكه المطبوخة، العصائر، أو سلطات الفواكه مثل الكيوي والفراولة والخوخ، فضلاً عن اللبن. كذلك، قد يكون من الأفضل أن تستبدلي الحبوب التي نستعملها عموماً بأخرى شبه كاملة أو كاملة، خصوصاً في الخبز والرز والمعكرونة. من المفيد أيضاً تناول الحبوب القطاني، مثل العدس والفاصولياء البيضاء أو الحمراء...الماءاطلبي من ولدك شرب كمية إضافية من الماء طوال اليوم، خصوصاً أنواع الماء التي تسهل عملية الأمعاء (غنية بالكالسيوم والمغنزيوم). من الضروري في المقابل الحد من الأطعمة التي قد تفاقم الإسهال، منها الجزر المطهو، التفاح، الموز، السكاكر، الرز، والمعكرونة أو المعجنات المعدة بطحين أبيض.لا تنسي أيضاً أهمية النشاط الجسدي وتأثيره في حركة الأمعاء: فما إن يتحرك الجسم حتى تتحسن عملية الهضم والتخلص من الفضلات. وتذكري أن أنواع التمارين كافة مهمة، حتى لو اقتصرت على نزهة صغيرة خلال نهاية الأسبوع أو رحلة صغيرة على الدراجة الهوائية.يمكن للولد أن يعاني الإمساك نتيجة تبديل بارز في حياته، مثل تبديل السكن أو انفصال الأهل أو غيرهما من تغييرات مهمة ضمن العائلة. كذلك، عندما يحين الوقت المناسب ليتخلص الطفل من الحفاض وتضغط الأم عليه قليلاً، قد يفضل في هذه الحالة عدم التغوط. علاوة على ذلك، قد يكون دخول المدرسة مرحلة صعبة. فيمتنع الطفل عن دخول الحمام لأنه يخاف نظرات زملائه أو يخجل من طلب ذلك... إذاً، حاولي أن تكتشفي أولاً سبب المشكلة وحاولي طمأنة الولد قدر المستطاع. يمكنك بعد ذلك أن تجعلي من هذا الأمر روتيناً ممتعاً، مثل دخول الولد الحمام صباح كل يوم لمدة عشر دقائق ومعه كتابه المفضل. واحرصي ألا تتحول مشكلته هذه إلى موضوع محرم تتحدث عنه العائلة كما لو أنه مصيبة. وإن طالت هذه الحالة، فلا مفر من اللجوء إلى الطبيب.