اشتباكات وجرحى في الإسكندرية... والمعارضة المصرية تتهم «الإخوان» ببدء التزوير

Ad

تجرى في مصر اليوم، المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور، في وقت أدى الانقسام الحاد في البلاد، إلى تحويل هذا الاستفتاء إلى استفتاء على شعبية الرئيس محمد مرسي.

تحولت الميادين في مدن مصرية عدة بعد صلاة الجمعة أمس، إلى ساحات للاشتباك بين مؤيدين ورافضين للدستور الذي يجرى اليوم الاستفتاء عليه، في حين أكدت المعارضة أنها رصدت انطلاق "عملية التزوير" لتمرير الدستور الذي تراهن عليه جماعة "الإخوان المسلمين" لإثبات أنها مازالت تحظى بثقة الأغلبية الشعبية.

وبدا من حالة الاستنفار التي سادت كل الأوساط السياسية أن القوى السياسية لم تعد تنظر إلى الاستفتاء الذي تجرى مرحلته الأولى اليوم، على أنه معركة حول مضمون الدستور، بل على أنه مقياس لثقة الناخبين بالرئيس محمد مرسي الذي ينتمي إلى "الإخوان" حيث تخشى الجماعة وحلفاؤها أن يؤدي رفض الدستور إلى مطالبة المعارضة للرئيس بالاستقالة.

ويتجه الغاضبون من الأداء المرتبك للرئيس منذ انتخابه والرافضين لهيمنة "الإخوان" ومؤيدي القوى المدنية جميعاً إلى التصويت بعدم الموافقة، بينما سيحظى الدستور بتأييد القوى الإسلامية والجمهور المعجب بطريقة إدارة مرسي للدولة، وهو ما يفسره مراقبون بأن الاستفتاء صار حول رئاسة مرسي.

وقال القيادي الإخواني البارز محمد البلتاجي أمس: "سنقدم آلاف الشهداء لمنع الانقلاب على الشرعية".

 وشهدت مدن الإسكندرية والقاهرة ودمياط وكفر الشيخ والمحلة هجمات من مؤيدي الجماعة على مسيرات للمعارضين كانت تحاول إقناع الناخبين بالتصويت بالرفض.

وكان أعنف الاشتباكات من نصيب الإسكندرية، حيث سقط عشرات الجرحى (بينهم مراسل صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية)، واتهم بعض النشطاء سلفيين وإخواناً بالاعتداء عليهم بالأسلحة البيضاء ورصاص الخرطوش، وكانت الصدامات بدأت فور انتهاء صلاة الجمعة في مسجد القائد إبراهيم واستمرت حتى الليل.

واتهمت "جبهة الإنقاذ الوطني"، التي تقود المعارضة ضد الدستور والرئيس، جماعة "الإخوان" بالتخطيط لتزييف الأصوات في الاستفتاء.

 وقال القيادي في الجبهة سامح عاشور في مؤتمر صحافي، إن "ماكينة التزوير انطلقت بالفعل، وتمكنّا من إحباط إحدى حلقاتها في أسيوط"، مشيراً إلى "إدراج أسماء 200 من أساتذة الجامعة المنتمين إلى الجماعة ضمن أسماء القضاة المقرر إشرافهم على الاستفتاء".

وأوضح عاشور أن "عدد القضاة غير كافٍ لمتابعة الصناديق، وتم وضع أسماء احتياطية من أعضاء (الإخوان) ليحلوا على مقاعد القضاة دون أن ينتبه الناخبون".

ورغم أن حالة الاشتباك اليومي تراجعت منذ أعلنت "الإنقاذ" مشاركتها في الاستفتاء مع التصويت على خيار "لا أوافق على مشروع الدستور"، فإن الاحتقان مازال سائداً، ويُخشى أن تنفلت الأوضاع أمنياً إذا أعلنت المعارضة أن الاستفتاء يتعرض للتزوير.

وقال القيادي في الجبهة محمد أبوالغار إن "المصريين سيسقطون هذا الدستور"، مضيفاً: "نحن واثقون من ذلك، ولدينا استطلاعات رأي موثقة تثبت ذلك، إلا إذا حدث تزوير واسع".