نتساءل... ما الحل؟ وأين الأمل؟ وكيف نخرج من أزمة الركود التي نعيشها على كل الصعد، ورأيي هو نحن المشكلة ونحن الحل، نحن الوالدان والأبناء والمعلمون والموظفون ورجال الدين والسياسة والأعمال، جميعنا مساهمون في الجريمة وكلنا شركاء في العلاج.
ماذا سيحدث لو قام كل أب وأم بدورهم في تربية أبنائهم على أكمل وجه، وصنعوا جيلاً من الأصحاء بدنياً وروحياً ونفسياً؟ماذا سيحدث لو درّس كل معلم ومعلمة طلبتهم بضمير وحب وزرعوا فيهم شغف العلم والتحصيل؟هل تتخيل لو أن كل موظف وموظفة في القطاعين الخاص والعام ذهبوا إلى مكاتبهم بهمة ونشاط وأنجزوا كل المطلوب منهم بدقة وفعالية وكفاءة، ماذا سيحدث؟ماذا لو حاول السياسي أن يحقق طموحاته دون كذب أو هدم؟ماذا لو كسب التاجر بالطرق المشروعة دون سرقة أو انتهازية؟ماذا سيحدث لو أن خطبة المسجد ودرس الدين كانا عن الحب والجمال والتسامح والعطاء؟ماذا لو امتنعنا جميعا عن البحث عن واسطة لإنهاء أعمالنا؟ماذا لو توقفنا عن دفع الرشاوى المادية والاجتماعية للحصول على ما نريد أو ما نستحق؟كيف ستكون تركيبة المجلس لو أن كل واحد منا انتخب من يمثله كمواطن وإنسان وفكر لا كفئة أو طبقة أو قبيلة؟ما شكل الحياة في الكويت لو وثقنا بحكم القضاء وقرار الحاكم وخدمة الحكومة؟كيف ستتغير الأمور لو عاش كل منا على هواه دون أن يحجر أو يحكم على الآخر، ودون أن يتعدى على حريات وحقوق غيره؟ما حال نفسياتنا لو خرجنا من بيوتنا كل صباح بابتسامة مشرقة تعلو وجوهنا وبسؤال "ماذا سأقدم اليوم؟" بدلا من "ماذا سآخذ؟".نتساءل... ما الحل؟ وأين الأمل؟ وكيف نخرج من أزمة الركود التي نعيشها على كل الصعد، ورأيي هو نحن المشكلة ونحن الحل، نحن الوالدان والأبناء والمعلمون والموظفون ورجال الدين والسياسة والأعمال، جميعنا مساهمون في الجريمة وكلنا شركاء في العلاج.لن يأتي الحل على ملعقة من فضة ولا على جناح ملاك من السماء، ولن نصل إلى أي نتيجة بتفويض غيرنا البحث عن الحل... الحل أن ننهض من أسرّتنا الوثيرة ويقوم كل بواجبه، الجواب هو أن نتوقف عن العويل والبكاء ونبدأ العمل والإنجاز كل في مجاله.ستعود الكويت أجمل وأبهى لو تحمل كل منا مسؤولية التغيير وأدى كل منا واجباته بضمير وإتقان، وحاسب نفسه قبل محاسبة الآخر، ولكن "لو" هذه تفتح عمل الشيطان.
مقالات
لو تفتح عمل الشيطان؟
07-09-2012