الإضراب الجنسي
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
الحركة التي تقوم بها هذا الأسبوع نساء توغو في محاولة لإقناع الأزواج بالدخول في الحراك السياسي لإسقاط حكم عائلة غناسينغبي التي حكمت توغو لأكثر من أربعة عقود حيث خلف الابن فور غناسينغبي والده ايديما. قررت الحركة النسائية أن تهجر النساء شركاءهن لمدة أسبوع حتى يعملوا على التصويت ضد الرئيس وإسقاط حزبه الحاكم. تسعى النسوة إلى تحقيق أكثر من هدف، وربما أهم الأهداف من نجاح الإضراب هو إطلاق سراح الأبناء من السجون وإلقاء الضوء إعلامياً على أهداف الحركة. كان الملهم الأول لحركة نساء توغو هو نجاح حركة مماثلة في ليبيريا عام 2003 حين قادت الناشطة ليما غبوي نساء ليبيريا إلى إضراب جنسي لإيقاف الحرب الأهلية التي استمرت أربعة عشر عاماً، وتم انتخاب السيدة ألين جونسون سيريف كأول رئيسة منتخبة في إفريقيا، وقد فازت مشاركة مع السيدة غبوي والعربية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام عام 2011.لم تقتصر حركة الإضراب الجنسي على العناوين الكبيرة والأهداف السياسية، ولكنها استخدمت لأهداف أقل شأناً مثل حركة نساء إيطاليا في الحد من الأخطار الناجمة عن الألعاب النارية في رأس سنة 2008 واستخدم الإضراب الجنسي عام 2011 في الفلبين لإيقاف القتال بين قريتين. ونجح في كولومبيا للحد من عنف عصابات مافيا المخدرات التي قتلت المئات من أبناء كولومبيا واغتصاب مجاميع من النساء.الملاحظ أن الحركة النسوية تحقق أهدافها من هذه الإضرابات الجنسية في الدول الفقيرة لانعدام وسائل أخرى يمكن استخدامها في التعبير ومناهضة الحروب الأهلية. وفي الدول الفقيرة أيضاً تكون المرأة وأطفالها هم الأهداف السهلة وأكثر أعداد الضحايا في الحروب الأهلية والثروات هم النساء والأطفال حين تنعدم أخلاق المقاتلين ويفتقدون للشجاعة الحقيقية. وهم وسيلة الضغط الأولى على الرجل للتنازل أو الاستسلام كما يحدث في الانتقام اللاأخلاقي في سورية الآن.لم يكن الهدف من حركة الإضرابات الجنسية هو الصراع مع الرجل الزوج، ولكنها رسالة الى أطراف النزاع بأن الذين يدفعون ثمن هذا النزاع هم الأطفال والنساء. وهي وسيلة يبدو أنها تنجح حتى الآن في دفع الرجل نحو العمل على تحقيق ما هو مطلوب منه تجاه مجتمعه الذي ينتمي إليه. وبالتأكيد هو عمل سيضاف إلى رصيد أدبيات الحركة النسوية في المستقبل، وربما انتشر في أماكن أخرى تتشابه مع ظروف الدول التي ذكرناها.