أكبر وأشنع خطأ وقعت فيه الحكومة هو إدخال القضاء في العملية السياسية، مما جعله يواجه تجريحا غير مسبوق، وأيضا فجورها في الخصومة مع المجلس المبطل، وإلا هل يعقل أن يحل المجلس بطريقة مسرحية فاضحة ليتم إبطال عضوية الإعضاء؟

Ad

سأكون ظالماً لو ألقيت عبء المشكلة السياسية في البلاد على عاتق المعارضة وحدها، بل أزعم أن المعارضة أو كتلة الأغلبية انشغلت بممارسة ردة فعل إزاء فعل السلطة، فلو تتبعنا تصرفات المعارضة منذ وصلت إلى المجلس المبطل لوجدنا أن أغلب ما تصرفته هو ردات فعل، أكثر منها أفعالاً.  مجلس الأمة لم يكمل شهره الرابع، وأثبت أنه أفضل مجلس أمة في تاريخ البلاد، تم وضع العراقيل أمامه وإشغاله باستجوابات كوميدية مع الأسف، فكانت تصرفات الحكومة عجيبة غريبة، إذ إن كل مشروع إصلاحي تقف ضده، وكل نائب شريف تضع حجر عثرة أمامه، صحيح أن لكتلة الأغلبية سلبيات، إنما من الظلم أن نقارنها بسلبيات الحكومة وأخطائها غير المفهومة واللامنطقية. أكبر وأشنع خطأ وقعت فيه الحكومة هو إدخال القضاء في العملية السياسية، مما جعله يواجه تجريحا غير مسبوق، وأيضا فجورها في الخصومة مع المجلس المبطل، وإلا هل يعقل أن يحل المجلس بطريقة مسرحية فاضحة ليتم إبطال عضوية الإعضاء؟  فظهرت مشكلة الأعضاء، وهنا لا أقصد الأعضاء القدامى بل الأعضاء الجدد الذين تم إرجاعهم إلى وظائفهم السابقة بطريقة مهينة وغير لائقة، فكيف لعضو مجلس أمة سابق أن يرجع إلى وظيفة أدنى بكثير من مرتبته كرجل دولة ونائب سابق في مجلس الأمة (مع التقدير لكل الوظائف)؟ بالله عليك هل هناك منصف وصاحب حق يقبل بذلك؟ أساساً كيف تقبل دولة محترمة تراعي المكانة السياسية والاجتماعية لعضو مجلس الأمة بهذا؟ فمهما يكن فهو رجل تم انتخابه من الأمة، وتمت تزكيته ليتولى مهام التشريع والرقابة، في أعلى مكان سياسي يمثل الشعب. كان على الحكومة على الأقل أن تضع حلا يحفظ كرامة هؤلاء، إما بمعاش تقاعدي أو بغيره من الحلول المناسبة، أما أن يعود النائب إلى وظيفة لا تتماشى أبدا ووضعه السابق، فهذا الذي لن يقبله منصف. أيضا كلمة في أذن رجال كتلة الأغلبية: يا جماعة السياسة فن الممكن، وأعلم أن أمامكم حكومة سلمت أمرها لغير النبلاء والجهلاء، فيجب أن تنسقوا في ما بينكم، وألا تحرجوا بعضكم، وبالنسبة إلى الإمارة الدستورية والحكومة الشعبية فهناك جزء منكم يرفض تلك الأطروحات؛ لذلك اتفقوا جميعا على الأطروحات، وليكن التوافق والتفاهم هما عنوان كتلة الأغلبية الحبيبة لأبناء الكويت المخلصين، وأتمنى ألا تشغلكم بعض وسائل الإعلام في صراعات لا رأس لها، وآمل أن تعينوا ناطقا رسميا باسم الكتلة، حتى لا نحتار من تصريح هذا ونفي ذاك. لا أشك في النوايا الطيبة، بل أعتبركم خيرة رجال الكويت، لكن هل كثير علينا إن طلبنا التنسيق الجدي بينكم، وعدم الاستعجال والركادة في إطلاق بعض التصريحات المحيرة؟