حاولت كثيراً أن ألعب دور "المصدوم" من الفعلة القبيحة التي قام بها مَن يُفترَض أنه ممثل للشعب و"الأمة"، إلا أني لم أستطع تحمل فكرة التمثيل على الذات كما فعل غيري، وذلك لسببين:
الأول، أنني لم أتوقع أن يصدر في يوم من الأيام أداء أو قول أو فعل متزن من نائب!أما الثاني والأهم هو أن عادة "البصق" أصبحت هواية يمارسها الكثيرون سواء على "خشبة" مسرح الأمة أو خارجها، والشعب بالمقابل يصفق لصاحب البصقة تارة ويلعنه تارة أخرى. أي أننا للأسف أصبحنا مزاجيين حتى في تحديد موقفنا من البصقة والباصق والمبصوق عليه وفقا لأهوائنا!نعم هي الديمقراطية، إلا أن تلك التي نتابع وقائعها على "خشبة" مسرح مجلس الأمة ما هي إلا مسرحية هزلية سخيفة. فبكل المقاييس هو مسرح "كوميديا الواقع" المرير الذي تعيشه ديمقراطيتنا التي صنعنا أبطالها بأيادينا، وشوهناها بخياراتنا البالية، وأتلفناها بقصر نظرنا، وقضينا على منظرها الجميل بردود أفعالنا، وبعد ذلك كله أخذنا نندبها ونمسح دموعنا بما تبقى من ثوبها الذي قطعناه بمخالبنا وتناحرنا. حيث أصبحنا كما يقول المصراوية "يقتل القتيل ويمشي بجنازته"!فبعيداً عن التنظير الزائد والجمل التي مللنا من تكرارها على مسامعنا مثل "تحيا الديمقراطية، والمصلحة العامة، وشعب واحد، وحق دستوري..." وغير ذلك من المصطلحات، أنصح كل من حضر استجواب الجويهل لوزير الداخلية بدفع كفارة والاغتسال بغسل مس الميت بعد أن شهدوا واقعة "نحر" ما تبقى من ديمقراطيتنا العريقة.كما أنصح جميع أولياء الأمور بمنع من هم دون سن الثامنة عشرة من أبنائهم من مشاهدة أي مادة إعلامية أو خبر يخص هذا الفصل التشريعي وما سيلحقه من فصول ما لم نعُد إلى رشدنا ونوظف عقولنا في اختيار من يمثلنا.خربشة:مهما فعلتم، لن نكفر بالديمقراطية.
مقالات
مهرجان البصق على الديمقراطية
12-05-2012