التظاهرات ترفع «الكارت الأحمر» لمرسي و«الإخوان» تبحث عن مخرج في واشنطن

نشر في 08-12-2012 | 00:07
آخر تحديث 08-12-2012 | 00:07
No Image Caption
• «ميدان التحرير» يطالب بإسقاط النظام
• الحشود تتخطى الحواجز وتصل إلى «الاتحادية»
• أنصار أبو إسماعيل يحاصرون «الإنتاج الإعلامي»
• «الإخوان» تشيع قتيلين من «الأزهر»

لا يزال التصعيد في الشارع هو عنوان الحدث المصري، فبالتزامن مع رفض المعارضة دعوة الرئيس مرسي إلى الحوار، نُظِّمت تظاهرات في عدد من المدن.
تفاقمت الأزمة السياسية التي يعيشها الرئيس المصري محمد مرسي بعد خطابه الذي دعا فيه المعارضة مساء أمس الأول إلى الحوار، إذ لم يكتف المعارضون برفض هذه الدعوة بل أعلنوا أن مطلبهم صار إسقاط النظام، في حين يسعى وفد رفيع المستوى من قادة جماعة "الإخوان المسلمين"، يضم مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية الدكتور عصام الحداد ومستشار الرئيس عصام العريان، في واشنطن إلى إقناع الإدارة الأميركية بمواصلة دعم الرئيس المنتخب وعدم تأييد دعوات إسقاطه.

ورداً على خطاب الرئيس، الذي خلا من استجابة لمطالب المعارضة، تحدث أحد أبرز قادة المعارضة المصرية حمدين صباحي، من أعلى المنصة بميدان التحرير للمتظاهرين الذين احتشدوا قبل توجههم إلى قصر الرئاسة في مليونية "كارت أحمر"، مؤكداً أنه يرفض الحوار مع محمد مرسي "ولن نضع أيدينا في أيدي من تسبب في قتل الشعب المصري" في إشارة إلى صدامات الأربعاء الدامي التي أسقطت 7 قتلى.

وحمل صباحي المسؤولية كاملة في قتل المتظاهرين والاعتداء عليهم أمام قصر الاتحادية للرئيس مرسي وجماعته، مشيراً إلى أن الهتافات كانت تطالب بإسقاط "التأسيسية"، وبعد إراقة الدماء تطالب بإسقاط النظام.

وأضاف أن مصر تمر بمرحلة صعبة تحتاج إلى توحد جميع الشعب المصري للوقوف في وجه الديكتاتورية ومواجهة العنف الذي تمارسه جماعة معينة ضد الشعب المصري الأعزل، كما دان حرق مقرات" الإخوان المسلمين"، مطالباً بالحفاظ على سلمية الثورة.  

أما قطب المعارضة محمد البرادعي فناشد القوى الوطنية عدم المشاركة في حوار يفتقد كل أبجديات الحوار الحقيقي، وأضاف في تغريدة له عبر "تويتر": "نحن مع الحوار الذي لا يقوم على سياسة لي الذراع وفرض الأمر الواقع".

وفي جولة جديدة من الاحتجاجات على الإعلان الدستوري والاستفتاء، توجه عشرات الآلاف إلى قصر "الاتحادية" مطالبين بإسقاط نظام مرسي، وتخطوا حواجز قوات الحرس الجمهوري، التي وقفت خلف جدران أسمنتية أقيمت فجراً، ووصلوا إلى بوابة مقر رئاسة الجمهورية.

وارتفعت حناجر المشاركين في التجمع، الذي بدا سلمياً، بهتافات مثل: "لا إعلان لا دستور، النظام كله يغور (يرحل)" و"يسقط يسقط حكم المرشد". وجرت مناوشات محدودة أسفرت عن بضعة جرحى.

في المقابل، عززت قوات الأمن وجودها حول مبنى "مدينة الإنتاج الإعلامي" في مدينة 6 أكتوبر جنوب القاهرة خشية أن يقتحمها المتشددون الاسلاميون الذين دعاهم القيادي السلفي حازم أبو إسماعيل إلى التظاهر لحماية الشرعية المتمثلة في الرئيس المنتخب.

ونأت "الدعوة السلفية" بنفسها عن المشاركة في التظاهرة، مؤكدة عبر نادر بكَّار الناطق باسم ذراعها السياسي "حزب النور السلفي"، "أن الدعوة لحصار مدينة الإنتاج الإعلامي مرفوضة، وتعد أمراً غير مأمون العواقب، ويؤدي إلى مزيد من الاحتقان وليس حلاً".

وشيعت "الإخوان" عضوين منها سقطا في اشتباكات الأربعاء بجنازة مهيبة من الجامع الأزهر وسط تبادل للاتهامات حول مسؤولية اندلاع العنف، إذ اتهم الرئيس ضمناً في خطابه الذي ألقاه مساء أمس الأول معارضيه بأنهم هاجموا أنصاره، وألمح إلى وجود مؤامرة ضده يشترك فيها 40 شخصاً بعضهم من أنصار النظام السابق.

وعلمت "الجريدة" أن جماعة "الإخوان" أرسلت نائب رئيس حزبها عصام العريان إلى واشنطن أمس لينضم إلى وفد يقوده عصام الحداد مستشار الرئيس مرسي، الذي يخوض منذ أسبوع مفاوضات شاقة مع الإدارة الأميركية لإقناع البيت الأبيض بمواصلة تأييد مرسي وعدم الالتفات إلى اتهامات المعارضة له باللجوء إلى سياسة ديكتاتورية.

وأجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالاً بالرئيس المصري بعد خطابه الأخير، للتعبير عن "قلقه العميق" لسقوط قتلى وجرحى بين محتجين في مصر، وقال إن الحوار بين الأطراف المختلفة ينبغي أن يُجرى بدون شروط مسبقة.

وأضاف البيت الأبيض في بيان: "أكد الرئيس أنه يجب على جميع الزعماء السياسيين في مصر أن يوضحوا لمؤيديهم أن العنف غير مقبول"، مضيفاً أن أوباما رحب بدعوة الرئيس مرسي إلى حوار مع المعارضة، مطالباً الجانبين بعدم وضع شروط مسبقة. ولم ترشح معلومات لدى قوى المعارضة عن تفاصيل مباحثات الوفد الإخواني مع واشنطن.

back to top